أكد رئيس هيأة الإعلام والاتصالات، الدكتور نوفل أبورغيف، أن التحوّل الرقمي في العراق لم يعد خياراً تقنياً أو إدارياً، بل بات مشروعاً وطنياً متكاملاً يهدف إلى ترسيخ السيادة الرقمية وتعزيز مكانة الدولة التي تستند إلى اقتصاد المعرفة، وتؤمن بالتنافسية والإبداع، مشيراً إلى أن هذا المسار يشكّل ركناً أساسياً من أركان التنمية المستدامة في العراق والعالم. جاء ذلك خلال مشاركة الدكتور أبورغيف في الجلسة الحوارية الموسومة «التحوّل الرقمي الشامل»، ضمن فعاليات مؤتمر العراق للتعليم – بنسخته الثانية 2025، الذي نظمته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في جامعة بغداد، بمشاركة نخبة من رؤساء الجامعات والخبراء والمختصين في مجالات التعليم والتكنولوجيا والاتصالات. وأوضح رئيس الهيأة أن هيأة الإعلام والاتصالات، بصفتها الجهة التنظيمية العليا لقطاعي الإعلام والاتصالات في العراق، تعمل على بناء بيئة رقمية متكاملة من خلال توطين التقنيات الحديثة وتعزيز البنى التحتية الرقمية وتوسيع نطاق الخدمات الإلكترونية، بالتعاون مع كبريات الشركات العالمية مثل Google وMeta وApple وAmazon، مؤكداً أن السيادة الرقمية هي الوجه الآخر للسيادة الوطنية، وأن حماية الفضاء المعلوماتي وأمن البيانات يمثلان جزءاً لا يتجزأ من أمن الدولة الشامل. وفي خطوة نوعية مسؤولة أعلن د. نوفل أبورغيف، عن إطلاق الامتداد الرسمي الجديد (ID.IQ) المخصص لطلبة الدراسات العليا في الجامعات والمعاهد العراقية، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل تحوّلًا مهمًّا في تمكين الطلبة أكاديميًا ورقميًا وتعزيز هويتهم العلمية في الفضاء الرقمي. موضحاً أن الامتداد الجديد سيُتاح مجانًا للسنة الأولى ضمن مبادرة وطنية من الهيأة تهدف إلى دعم المجتمع الأكاديمي وتوسيع نطاق التعليم الإلكتروني والبحث العلمي، مضيفًا أن هذه الخطوة ستُسهم في تعزيز حضور الجامعات العراقية في التصنيفات الدولية وفي رفع مستوى النشر العلمي والبحث المعرفي. وبيّن رئيس الهيأة أن المبادرة تأتي امتداداً لجهودٍ متواصلة تبذلها الهيأة في تنفيذ مشاريع التحوّل الرقمي، منها تجهيز مختبرات الاتصالات المتقدمة والحواسيب النموذجية في الجامعات العراقية، وتوزيع آلاف الأجهزة والمنظومات التعليمية على المدارس، فضلاً عن دعم نظام إدارة المعلومات التربوية (EMIS) بالتعاون مع وزارتي التربية والعمل والشؤون الاجتماعية، إلى جانب برامج تطوير المهارات الرقمية للشباب في مختلف المحافظات. واختتم الدكتور أبورغيف كلمته بالتأكيد على أن التحول الرقمي ليس مسعى تقنياً فحسب، بل هو رؤية مؤسسية لبناء جيلٍ معرفيٍّ يمتلك أدوات المستقبل، مشيراً إلى أن هيأة الإعلام والاتصالات ستواصل أداء دورها التنظيمي والريادي، بالتكامل مع مؤسسات الدولة، لتحقيق التحول الرقمي الشامل والتنمية الرقمية المستدامة في العراق.