د جلال بن علي عباس الخزاعي 

لعبت الدبلوماسیة العراقیة دوراً فاعلاً وموثراً في المشھد الإقلیمي والدولي حیث تحملت المسؤولیة الكبیرة في تعزیز السلام والاستقرار في العراق الجدید وحل القضایا الإقلیمیة والدولیة ... ومع ذالك ھناك تحدیات تعترض تحقیق ھذا الدور الفاعل بعد سنوات من الصراعات والاضطرابات السیاسیة حیث واجھت العراق تحدیات عدیدة في تعزیز دوره الدبلوماسي منھا تدخلات الخارجیة التي توثر سلبا على سیادته الوطنیة وقدرتة على اتخاذ القرارات المستقلة الى جانب ذالك الصراعات الداخلیة وعدم الاستقرار السیاسي .. یقوضان قدرة العراق على توجیه جھوده نحو حل القضایا الإقلیمیة والدولیة بفاعلیة تزید التحدیات التنافسیة في المنطقة من صعوبة مھمة الدبلوماسیة العراقیة حیث یتنافس اللاعبون الاقلیمون على المصالح والنفوذ .. وتأتي التھدیدات الارھابیة والمتطرفة كعامل آخر یعیق تحقیق الاستقرار ویزید من تعقیدات الأوضاع السیاسیة والأمنیة في العراق والمنطقة ومع ذالك لاتزال ھناك فرص لتحقیق التقدم في تعزیز الدبلوماسیة العراقیة ودورھا في حل القضایا الإقلیمیة والدولیة.. ویمكن للعراق ان یستغل موقعه الاستراتیجي وثراوته الطبیعیة لتعزیز العلاقات مع الدول المجاورة والمجتمع الدولي.. كما یتطلب العمل على تعزیز الدیمقراطیة وتحقیق الوحدة الوطنیة لتعزیز استقرار البلاد وزیادة مصداقیته في المشھد الدولي.. وھذا الجھد الكبیر یاتي في سیاسة حكیمة وواثقة أنتھجھا الوزیر فؤاد حسین حیث لعب ھذا الرجل دوراً محوریاً في تشكیل نسیج من العلاقات الخارجیة للعراق مجسداً سیاسة الحكومة العراقیة كما عكس ھذا الرجل عملاً مشرقا عبر دینامیكات إقلیمیة معقدة وادارة دبلوماسیة یشار لھا بالبنان حیث واجھة تحدیات كبیره وبذل جھدا استثنائیاً لغرض تعزیز مكانة العراق في كل المجالات ودفع لغرض ظھور العراق كفاعل عالمي محترم ومؤثر .. ومن خلال تنفیذ الإصلاحات وبناء علاقات اقوى من الدول المجاورة والمجتمع الدولي ألاوسع وتعزیز السیاسة الخارجیة  التي تدعم التنمیة الوطنیة والسلام وفضلاً عن ان التحول الناجح لوزارة الخارجیة العراقیة من خلال جھد حثیث وكبیر عمل علیها منذ تسلمه حقیبة ھذه الوزارة المھمة .. ومن خلال ھذا نجد ان العراق وفي ھذه الفترة قد نجح فیما عجز عنه الأخرون..  حیث یذھب السید وزیر الخارجیة الى تاكید الرؤیا العراقیة الرسمیة والتي تتمثل بالتوازن والحیاد وعدم تفضیل طرف على اخر والعمل من اجل مصالح الجمیع وھو مایصب في مصلحة العراق  والكثیر من الملفات كان عنوانھا النجاح واخرھا قضیة المیاه مع الجارة تركیا وھی الشغل الشاغل لوضع العراقي حیث ان ملف المیاه له دور كبیر في حیاة العراقيين و منذ بداية تشكيل الحكومة العراقية الحالية في نهاية عام 2022 ولغاية الان، تعتبر العلاقات الثنائية بين العراق وتركيا في افضل حالاتها ومستوياتها وفي كافة المجالات، فضلاً عن الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين والاتفاقيات والمذكرات الموقعة بين العراق وتركيا، أذ أسفرت زيارة السيد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الى تركيا والرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى العراق عن توقيع العديد من الاتفاقيات المهمة جداً بين البلدين نتيجة الدبلوماسية الاستثنائية التي يقوم بها العراق، وكان من اهمها الاتفاقية الاطارية للمياه، هذه الاتفاقية الاستراتيجية بين البلدين واهميتها للعراق بشكل خاص، اذ عززت افاق التعاون الدبلوماسي والفني في هذا المجال بين البلدين، فضلاً عن زيادة للاطلاقات المائية بأتجاه حوضي دجلة والفرات لاسيما خلال مواسم الصيف اللاهب في العراق.

ختاماً، تعمل الدبلوماسية العراقية على توسيع افاق تعاونها مع الجارة تركيا، من خلال العمل على اعداد مذكرة تفاهم لألية تمويل الاتفاقية الاطارية للمياه، والتي تستهدف تحسين البنية التحتية للمياه في العراق وتنفيذ المشاريع الخاصة بالاتفاقية وتقديم الخدمات الاستشارية لتنفيذ المشاريع وتحسين المياه من خلال المجاري والتبخير وادخال طرق ري جديدة لاستصلاح الاراضي وغيرها من المشاريع الاستراتيجية في هذا المجال، أذ تم اطلاق الحزمة الاولى من هذه المشاريع واختيار مجموعة من الشركات التركية الكبيرة والمختصة، والعمل جاري على توجيه دعوات لتلك الشركات لتنفيذ المشاريع داخل العراق، كما يجري العمل بين مسؤولي البلدين ومن خلال اللجان الفنية المختصة على وضع اللمسات الاخيرة لأطلاق الحزمة الثانية من مشاريع وزاراة الموارد المائية في مختلف مناطق العراق.