الدكتور ليث شبر ملاحظة.. هذا المقال هو خلاصة لأكثر من 50 صفحة كتبها الخبراء لمشروع USI.. على مدى أكثر من عقد، كتبنا عن الدولة الذكية السيادية النابضة، محذرين من أن العراق سيظل أسير الشلل والانقسام إذا لم يتحرر من المحاصصة والفساد والتدخلات الخارجية. واليوم نضع أمام العراقيين مشروعًا مختلفًا، ليس تكرارًا للشعارات ولا إعادة إنتاج للخطابات، بل رؤية عميقة تستلهم من النموذج الرئاسي والفيدرالي الأمريكي، وتعيد صياغته بما يتناسب مع خصوصيتنا وتاريخنا وطموحنا. نسمي هذا المشروع الولايات المتحدة العراقية (USI)؛ عراق موحد بفيدراليته، قوي برئاسته المنتخبة مباشرة من الشعب، منصف ببرلمانه ذي الغرفتين، وشفاف بإدارته الذكية. ولسنا بصدد تقليد أحد، بل نبتكر نموذجًا جديدًا ينقل القرار من أيدي الكتل المتصارعة إلى أيدي الشعب مباشرة. في نموذج USI يُنتخب الرئيس مباشرة من الشعب لا عبر صفقات الكواليس، فيكون قائدًا عامًا للقوات المسلحة، ومسؤولًا عن السياسة الخارجية، ويعيّن الوزراء الذين يخضعون للمساءلة أمام مجلس شيوخ منتخب يمثل جميع الولايات العراقية بالتساوي. أما مجلس النواب فيعكس حجم السكان ليضمن التوازن بين الأغلبية والأقليات، وبذلك تُنهي هيمنة التحالفات الطائفية التي اختطفت الدولة لعقدين. لكن USI ليست رؤية سياسية فحسب، بل هي إدارية وتنموية أيضًا. فالعراق سيُعاد تنظيمه إلى ولايات، لكل ولاية حكومة وبرلمان محلي، تدير مواردها وشؤون أبنائها، ضمن دولة اتحادية موحدة محكومة بدستور ذكي. فالضرائب تُجمع محليًا ويُحوَّل جزء مدروس منها إلى الحكومة الفيدرالية، ويبقى الجيش قوة وطنية واحدة بلا ميليشيات أو جيوش موازية. ولأننا نعيش في عصر السرعة والتكنولوجيا، سيكون الذكاء السيادي هو الضامن للشفافية والمساءلة. وسيعمل نظام τ-time على مراقبة الأداء وضبط الإيقاع الإداري وإنهاء التأخير البيروقراطي الذي أهدر أعمار العراقيين. وستكون USI دولة تُدار بالبيانات الحية، بالزمن النابض، وبالعدالة الرقمية التي لا مكان فيها للفساد. خارطة الطريق المعدة: سنتان لتعديل الدستور، وأربع سنوات لإجراء أول انتخابات رئاسية وتشريعية وفق النظام الجديد، وعشر سنوات لبناء مؤسسات الولايات المتحدة العراقية (USI). وبعد ذلك لن يكون العراق متلقيًا لمشاريع الآخرين، بل قائدًا لمشروع الشرق الأوسط الجديد. إن مشروع USI ليس ترفًا فكريًا ولا لعبة سياسية، بل هو ضرورة وجودية. فإذا أراد العراق أن يبقى موحدًا وقويًا ومهابًا، فعليه أن ينتقل من دولة ضعيفة منقسمة إلى دولة ذكية سيادية نابضة، تتناغم مع روح العصر وتستعد للقيادة بدل التبعية. |