السوداني يؤكد إعداد الخطط والآليات لإعادة اعمار نينوى وتوفير الخدمات وتحقيق التنمية AlmustakbalPaper.net الشمري يوجه بتنظيم السير في طرق الزائرين ومنع حصول الحوادث المرورية AlmustakbalPaper.net رئيس الجمهورية يؤكد أهمية تطوير العلاقات مع الولايات المتحدة بما يحفظ سيادة البلاد AlmustakbalPaper.net المالكي يؤكد أهمية إقرار قانون الحشد الشعبي AlmustakbalPaper.net التخطيط تستثني نوعين من شرط المواصفة العراقية للسيارات المستوردة AlmustakbalPaper.net
التحول الجيوسياسي الكبير: نظام عالمي قيد التشكيل؟
التحول الجيوسياسي الكبير: نظام عالمي قيد التشكيل؟
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
ناجي الغزي 
منذ نهاية الحرب الباردة، ساد تصور أن العالم انتقل إلى «نظام أحادي القطبية» تقوده الولايات المتحدة بسطوة اقتصادية وعسكرية وقيمية لا تنازع. غير أن تطورات العقدين الأخيرين، وتحديداً ما بعد حرب أوكرانيا واندلاع الاشتباك المباشر (ولو غير معلن) بين القوى الكبرى، وضعت هذا النظام على المحك.  والسؤال الجوهري الذي يفرض نفسه الآن: هل نحن أمام تشكل نظام دولي جديد؟ أم مجرد اهتزازات مرحلية في توازنات القوى القديمة؟  
للإجابة: يجب النظر في المحددات البنيوية، والسلوكيات الجديدة للقوى الدولية، والفراغات الاستراتيجية التي تملأها اليوم قوى كانت تُعد في الأمس هامشية.
أولاً: تصدع العمود الأمريكي... ولكن دون انهيار: رغم ما يبدو من انقسام داخلي، وصعود «الدولة العميقة» على حساب القرار الرئاسي، تبقى الولايات المتحدة القوة المهيمنة الأولى في النظام الدولي من حيث: امتلاك 80% من التموضع العسكري حول العالم. والسيطرة على النظام المالي العالمي ( (SWIFT، والدولار، والعقوبات، والأسواق. وكذلك بسط  نفوذها داخل مؤسسات ما بعد الحرب العالمية الثانية (الأمم المتحدة، البنك الدولي، صندوق النقد الدولي). لكن ما تغير في السنوات الأخيرة هو أن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على الانتصار بسهولة، بل باتت في حالة «إدارة استنزاف» متعدد الجبهات في مواطن متعددة منها:
استنزافها في أوكرانيا.
مواجهتها في المحيط الهادئ مع الصين.
لا تستطيع السيطرة على الاضطراب في الشرق الأوسط بعد صعود إيران وفشل مشروع إعادة ضبط النفوذ.
هنا يتجلى التغير الأعمق: أمريكا لم تعد «قوة مؤسسة للنظام»، بل قوة مدافعة عن ما تبقى من هندسة قديمة، تستخدم أدوات القوة الخشنة والناعمة معاً لإبطاء انهيار ميزان القوى، لا لتشكيله من جديد.
*ثانياً: صعود الكتلة الشرقية : الصين، وروسيا، وإيران، وبعض دول الجنوب العالمي، باتت تتصرف كـقوة إعادة تشكيل للنظام العالمي، لا كمجرد معارضين:
• الصين لم تعد فقط «ورشة العالم»، بل باتت شريكاً استراتيجياً في صناعة التوازنات العسكرية والتقنية، كما نرى في دعمها لإيران، وان كان غير مرئي.
• روسيا تصرفت في أوكرانيا كدولة «تؤمن أن لحظتها التاريخية قد حانت»، رغم تكلفة الحرب الهائلة.
• إيران خرجت من نطاق القوة الإقليمية إلى قوة استراتيجية عابرة للحدود وذلك من خلال امتلاكها (نووي، باليستي، استخباراتي، تحالفات آسيوية).
وهذا التحول له طابع نيو- جيوسياسي، أي أن الأطراف الناشئة لا تسعى فقط لموقع داخل النظام القائم، بل لتغييره بنيوياً عبر بناء شبكات اقتصادية وأمنية موازية مثل:
بريكس+
منظمة شنغهاي
الاتفاقيات الثنائية بعملات محلية
الشبكات البديلة لأنظمة الدفع والمعلومات والتكنولوجيا
ثالثاً: أزمة المراكز التقليدية – أوروبا مثالاً: لم تعد أوروبا، كما كانت، شريكاً متكافئاً في قيادة النظام الغربي، بل تحولت تدريجياً إلى تابع استراتيجي للولايات المتحدة، خاصة بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا. ورغم دعوات قادة مثل ماكرون لبناء استقلالية دفاعية أوروبية، إلا أن الواقع أظهر اعتماداً شبه كلي على المظلة الأمنية الأميركية.
هذا التبعية المتزايدة عمّقت شعور الاغتراب داخل القارة، حيث تتنامى تيارات قومية وسيادية تطالب بفك الارتباط عن السياسات الأميركية، خصوصاً مع تراجع الدور الأوروبي في اتخاذ القرارات الاستراتيجية. في الوقت نفسه، يتآكل النفوذ الاقتصادي الأوروبي أمام صعود الكتلة الآسيوية، ما يعزز شعور القارة بالتهميش في النظام الدولي. إذا استمر هذا المسار، فقد تواجه أوروبا موجات انقسام داخلية وتراجعات استراتيجية، وتجد نفسها على هامش عالم جديد يتشكل خارج إرادتها.
رابعاً: الشرق الأوسط في قلب التحول: لم يعد الشرق الأوسط مجرد ساحة لتصفية الحسابات بين القوى الكبرى، بل تحوّل تدريجياً إلى مسرح لإنتاج معادلات جديدة تعكس ملامح نظام دولي قيد التشكيل. إيران خرجت من الحرب الأخيرة أكثر ثقة، وأسرع في إعادة بناء قوتها بدعم صيني نوعي، ما يمنحها دوراً متقدماً في معادلة الردع الإقليمي. في المقابل، تتحرك السعودية بحذر نحو تنويع تحالفاتها، موازنةً بين شراكتها الاستراتيجية مع واشنطن وفتح جسور استراتيجية مع بكين وموسكو.
أما مصر وتركيا، فهما تبتعدان عن المحاور التقليدية، وتعيدان تموضعهما بناءً على حسابات المصلحة الوطنية، لا الأيديولوجيا.
كل ذلك يحدث في ظل تراجع أمريكي متردد، وارتباك روسي مفاجئ، ما خلق فراغاً استراتيجياً تدفقت إليه تحالفات جديدة - هشة أحياناً، لكنها أكثر واقعية. لم تعد هناك جاذبية لاصطفافات الحرب الباردة، بل ثمة منطق جديد يولد: تحالفات مصلحية، هجينة، عابرة للمحاور، تعكس مساراً نحو عالم لا يُدار من مركز واحد.
خامساً: الخصائص المحتملة للنظام العالمي الجديد: يبدو أننا نقف أمام تشكل نظام دولي جديد، لا تديره قوة مهيمنة واحدة، بل تتحكم به كتل كبرى تتحرك ضمن توازنات دقيقة ومتحولة. لم تعد الهيمنة الأمريكية مطلقة، بل ظهرت تعددية قطبية مرنة، يتقدم فيها كلٌّ من الصين وروسيا، إلى جانب فاعلية متنامية لقوى إقليمية كبرى مثل تركيا وإيران والهند.
التحالفات في هذا العالم الجديد لم تعد قائمة على الانتماءات الأيديولوجية، بل على براغماتية المصالح. فإيران، مثلاً ، تنسج علاقات متداخلة مع الصين وروسيا من جهة، ومع تركيا وقطر من جهة أخرى، في مشهد يعكس تشابكاً استراتيجياً جديداً . في الخلفية، تنهار مرجعيات النظام الليبرالي القديم. والأمم المتحدة، وحلف الناتو، والبنك الدولي باتت عاجزة عن ضبط الإيقاع العالمي، بينما تنشأ أطر بديلة أقل رسمية وأكثر فعالية من حيث التأثير.
الأكثر إثارة أن ساحات الصراع لم تعد تُرسم فقط على الخرائط، بل صارت تُخاض في الفضاء السيبراني، وبين خوارزميات الذكاء الاصطناعي. التكنولوجيا باتت سلاحاً استراتيجياً يُعيد تشكيل موازين القوى.
لكن هذا العالم الجديد لا يعد بالاستقرار. بل يبدو أقرب إلى مشهد مفتوح على الأزمات المستمرة، والتحالفات المتبدلة، والأدوار المتغيرة — عالم بلا قواعد نهائية، تحكمه الضرورة لا اليقين.
رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=89138
عدد المشـاهدات 18   تاريخ الإضافـة 17/07/2025 - 09:53   آخـر تحديـث 17/07/2025 - 14:19   رقم المحتـوى 89138
محتـويات مشـابهة
الاتصالات: العراق يحقق إنجازاً عالمياً بمضاعفة نسبة مستخدمي الإنترنت في البلاد
البريد العراقي ينظم ورشة عمل تطويرية للارتقاء بخدمات البريد الصادر والوارد وفق أنظمة الاتحاد البريدي العالمي
الجمارك تباشر بتطبيق نظام القفل الإلكتروني لتتبع الإرساليات من ميناء أم قصر الأوسط
الحسان من كربلاء المقدسة: نتوقع رؤية عراق قوي له مكانة إقليمية وعالمية
وفق أعلى المواصفات العالمية.. مستشار حكومي: آليات جديدة لتنفيذ مشروع مترو بغداد

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا