عامر جاسم العيداني منذ أن أعطى أوامره بفتح جحيم القنابل على رؤوس المدنيين في غزة يخط بنيامين نتنياهو فصولًا من الإجرام الوحشي لم يعرف له التاريخ الحديث مثيلًا لا يميز في قصفه بين رضيع وامرأة ولا يرف له جفن وهو يدك المستشفيات والمدارس والمساجد والخيم التي اصبحت مأوى للنازحين ، واستغل حاجة الغزاويين للطعام والماء ليضيق عليهم الحصار للموت جوعا وعطشا ، ويهاجم كل طابور لتوزيع المساعدات ويمعن في القتل ، لقد تجاوز كل حدود الوحشية وأصبح رمزًا للقتل الجماعي والعنصرية المتعطشة للدماء. ما يحدث في غزة ليس حربًا، بل جريمة إبادة مكتملة الأركان، تُنفذ بدم بارد وبموافقة وصمت دولي مريب وكل يوم يمر يسقط فيه مئات الشهداء ويتحول حيٌّ بأكمله إلى ركام ، آلاف الأطفال سقطوا ضحايا لا لشيء إلا لأنهم فلسطينيون ، ونتنياهو بكامل صلفه يقف ليتفاخر أمام العالم بعدد الجثث! لقد فشل العالم في إيقاف آلة الموت الصهيونية وفشلت منظمات “الإنسانية” في أن تكون إنسانية وما زال المجتمع الدولي يقف مشلولًا يراقب هذه المذبحة المفتوحة دون أن يتجرأ على وقف هذا السعار الإجرامي. لكن ما غفل عنه نتنياهو أن لله حسابًا غير حساب البشر وأن الدم لا يُهدر بلا قصاص وإن الانتقام الإلهي ليس وهمًا بل وعدٌ مؤجل وأنين المظلومين في غزة قد وصل السماء قال الله تعالى: “ولا تحسبن الله غافلًا عمّا يعمل الظالمون”، ووعد الله لا يُخلف. الانتقام الرباني ليس مسألة وقت فحسب بل مسألة وعد وسنّة من سنن الوجود فالتاريخ لم يخلد يومًا قاتل الأطفال بل لعنهم ودفنهم في مزبلة النسيان أما غزة فستبقى رمزًا للمقاومة والعزة والشهادة. وإلى نتنياهو نقول: قد تحلق بطائراتك في سماء غزة، لكنك لن تنجو من عدالة السماء. قد تتلقى صكوك الغفران من حلفائك، لكنك لن تفلت من دعوات الأمهات المفجوعات. قد تغلق محاكم الدنيا أبوابها في وجه المظلومين، لكن محكمة الله مفتوحة لا تغلق. إن يومك آتٍ، ولن يكون بعيدًا. وستسقط كما سقط قبلك الطغاة… وسيُكتب في صفحات التاريخ: “هُزم بالسيف الذي سلّه… وسُحق تحت أقدام من احتقرهم”. |