3356 AlmustakbalPaper.net العدل تطلق خدمة الربط الإلكتروني لتسريع إنجاز المعاملات العقارية AlmustakbalPaper.net اكد اهيمة دعم الأسرة الصحفية .. المالكي يستقبل نقيب الصحفيين ويؤكد ضرورة تـوفير بيئـة آمنة للعمـل الصحفي والإعلامي في العراق AlmustakbalPaper.net توقيع اتفاق مبادئ بين شركة نفط الشمال وشركة HKN الأمريكية لتطوير حقل حمرين AlmustakbalPaper.net مجلس الوزراء يعقد جلسته الاعتيادية ويقرر : تحديد الإعفاء من تسديد أجور الاراضي الزراعية من عام 2015 ولغاية نهاية 2019 AlmustakbalPaper.net
اقتلوا كل زينب..
اقتلوا كل زينب..
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
احلام الخفاجي
لم تكُ زينب ابنة أشجع شجعان العرب، الذي قتل صناديدهم وناوش ذؤبانهم واودع قلوبهم أحقاداً بدرية وخيبرية فحسب! بل كانت في الحجاب والعفاف فريدة، وفي الصبر والثبات وقوّة الإيمان والتقوى وحيدة، وهي في الفصاحة والبلاغة كأنّها تُفرِغ عن لسان أمير المؤمنين عليه السّلام، فغدت آيةً من آيات الله، تحذو حذوها كل من أرادت السير في هذا الطريق.
قال الإمام زين العابدين عليه السّلام لعمّته زينب عليها السّلام (أنتِ بحمد الله عالِمةٌ غيرُ مُعلَّمة، وفَهِمةٌ غيرُ مُفهَّمة) وكلام الإمام زين العابدين عليه السّلام يدلّ -بما لا غبار عليه- على المنزلة العلميّة الرفيعة، التي ارتقت إليها عقيلة الهاشميّين عليها السّلام، فهي عالمة بالعلم اللدُنّيّ المُفاض من قِبل ربّ العزّة تعالى، وليس بالعلم المتعارَف الذي يُكتسب بالدرس والبحث.
وليس هذا بمُستكثَر عليها، فقد نزل القرآن في بيتها، وأهلُ البيت أدرى بالذي فيه، وخليقٌ بإمرأةٍ عاشت في  بيوت يُذكر اللهُّ فيها بالغدو والآصال، وعاشت في كَنف أصحاب الكساء وتأدّبت بآدابهم وتعلّمت من علومهم، أن تحظى بهذه المنزلة السامية والمرتبة الرفيعة.
“والله لا تمحو ذكرنا” كلمات لا تشابه بقية الكلمات التي بُتر لسانها في محضر الحقيقة، ولم تكن مجردُ كلمات نطقتها مولاتنا زينب في موقفٍ عصيبٍ، بل كلماتٍ تسربلت بجلباب البلاغة فأدلفت بابَ الأبجدية، لتُعلِن عن فكر ونهج ولِد من رحم العقيدة الراسخة والإيمان المطلق، بأن شمسَ الحق بازغةٌ لا تأفل وإن جلّلتها سُحب الباطل، وإنّ عينَ الحقيقة مبصرةٌ وإن أراد أهلُ الباطل فقْأها بسهم الكذب والتدليس.
فكر ونهج ورثته المرأة الموالية جيلاً بعد جيل، عندما صيّرن الأمهاتُ الموالياتُ حِجورهن موئلاً لتعليم صغيراتهن، ولتكون أبجديتهن عفة وحشمة زينب، زينبُ رمحُ المقاومة الذي هزّ عروشَ الطغاة، رمحٌ لم ولن ينكسر على مرّ الزمن وإن مرّت به الرياح العاتيات، فأصبح فِكرُ زينب منهاجاً يُدرّس في مدارس العقيدة، وما زال يُربك معسكرَ الطغاة، فجمعوا أمرهم بقتل كل زينب.
أراد العدو عقر رحم الأمة؛ حتى لا يأتي بزينبيات أخريات كي لا تهلك عروشهم! لذا انبرى العدو بشراهة يبحث عمن تحمل من زينب فكرا، مبدأ، قيماً وخُلُقا! ليصنع لها افخاخا بأيادٍ اخطبوطية متوارية خلف قفازات مخملية، من خلال حربهم الناعمة التي أخذت على عاتقها، تأسيس ثقافة تطارد زينب، لتقلع جذور شجرة فكرها وعفتها من وجدان كل من اقتدت بها، فيتماهى أثرها شيئا فشيئا، فتصبو لهم الأيام وتخْلو لهم عروشهم، وبينما العدو وهو ينقّب في مناجم فِكر زينب لمحو آثارها، تعثّر بجبل “والله لا تمحو ذكرنا!” فأيقن حينها لِمَ اصطحبها أخيها الحسين عليه السلام إلى كربلاء!
عمل العدو جاهداً، لاستبدال زينب أيقونة العفة والحشمة والتحدي، بأخرى تلهثُ وراء الماديات والشكليات والأنوثة وسطحية التفكير، أراد صُنع أخريات لا يمشين على استحياء، للقضاء على الفطرة التي جُبلت عليها المرأة المسلمة، ولا يكون ذلك إلا من خلال شيطنتها، حيث استخدم العدو الكثير من الوسائل لتحقيق أجنداته لاصطيادها بصنارة العولمة والحداثة، حيث يعتبرها مشروعاً نافعاً يكون فيها جسد المراة أداة لتنفيذ مخططاته، وسلعة يمكن تسويقها من خلال العروض التلفزيونية والإعلانات المتلفزة وغيرها، والتي تؤتي أُكُلها كلَّ حين، حيث أخذ العدو يروّج لابتذالها وإخراجها عن جادة الصواب، وبالتالي تفريغها من شخصية زينب وبذلك بداية انتصارهم المزعوم.
أنشأ الأعداء الكثير من المنظمات، وأقام العديد من المؤتمرات، التي تطالب “بحقوق المراة!” و “رفع الظلم عنها في مجتمعاتها الإسلامية!” والتي تطالب بتغيير القوانين المعمول بها، في مجال الأسرة في البلدان الإسلامية، لتوهين العلاقات الأسرية، وجعلها أقرب إلى بيت العنكبوت، فتلك المرأة التي اصطيدت بشباك العدو، بالتأكيد لا تُنشئ إلا جيلاً مُفرغاً من محتواه الإسلامي، فهي لن تُربي أبناءها إلا على ما استساغته.
وقد غاب عن كثير من النساء اللواتي تأثرن بهذه الشعارات، واتخذن منها منهجاً سلوكياً لهن، ما تعاني منه المرأة الغربية في مجتمعاتها، من ابتذال وإهانة بجعلها سلعة تباع وتشترى!
رسمت هذه المنظمات والمؤتمرات أهدافها بدقة تحت مظلة قانونية، رافعة شعارات برّاقة كحرية المرأة والمساواة مع الرجل، والترويج للزواج المدني، لتتمكن المرأة المسلمة الزواج بغير المسلم (ممارسة الزنا بإطار قانوني) ضاربة تعاليم الإسلام بحرمة ذلك، لتقطف ثمار مخططاتها بتغيير عقائد وهوية المجتمعات. إلا الزينبيات فإنهن صمدن، وبقين يتمتعن بقوة الفكر وعدم الاكتراث للموضة والمظاهر، تشبثن بستر زينب والقيم الإسلامية والروحية، كلما حاربهن التيار المضاد أكثر، فهن من يُنشئ جيلاً مهدويًا متسلحاً بثقافة الانتظار، اتخذ من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج) منهاجا، ليكون خارطة طريق له وليكون انتظاره تمهيداً وعملا، ليولد من رحم ذلك الانتظــــار أولئك الأصحاب الذين وصفوا بالعدّة الموصوفة، فكانوا ٣١٣ رجلاً وازدادوا خمسين إمرأة من أولئك النسوة، اللواتي قطعن أشواطاً طويلة في التمهــــــيد، حيث كان الإخلاص عنواناً لعملهن، لينلنَ شرف اختيار الإمام بأبي وأمي لهن، وليكُنَّ جنباً إلى جنب مع إخوتهن الأصحاب، لنصرة الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) في ثورته المبـــــــاركة في الحجاز، تلك الثورة التي تتطلع إليها عيون الآل منذ أيام السقيفة الملعونة (تلك السقيفة التي فَجَرَتْ أمام مرأى ومسمع الجميع) ثـــــــورة ترنو إليها عيون المستضعفين في الأرض، ليمُنَّ الله تعالى عليهم فيجعلهم خلائف في الأرض ولو بعد حين.
رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=89024
عدد المشـاهدات 56   تاريخ الإضافـة 10/07/2025 - 12:19   آخـر تحديـث 16/07/2025 - 15:03   رقم المحتـوى 89024

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا