اللواء الدكتور سعد معن الموسوي يُحتفل في الثالث من أيار باليوم العالمي لحرية الصحافة بوصفه مناسبة لتكريم من جعلوا من الكلمة موقفًا وللدول التي اختارت احترام الحقيقة طريقًا لترسيخ العدالة والمساءلة والمهنية الإعلامية هذا اليوم ليس احتفالًا شكليًا بل اختبار دائم لمدى التزام الحكومات بحرية التعبير وكرامة الصحافي في العراق تشكّل حرية الصحافة واحدة من أهم مكتسبات ما بعد عام ٢٠٠٣ فرغم المصاعب التي واجهت العمل الإعلامي بقيت الصحافة حاضرة بقوة في المشهد العام كسلطة تراقب وتحلل وتسأل دون أن تتراجع عن مسؤوليتها في هذا السياق كان لافتًا القرار الذي اتخذه السيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قبل فترة حين أوعز بالتنازل عن شكاوى اصولية قانونيةً سابقة قد رُفعت بحق عدد من الأخوة الصحفيين في خطوة عبّرت عن فهم أعمق لدور الصحافة في الدولة لا كخصم بل كحليف ضمني لبناء الرأي العام الحر واليوم وخلال لقاء جمعه بعدد من الصحافيين وعوائل شهداء الإعلام جدّد السيد السوداني موقفه الواضح من أهمية الكلمة الحرة مؤكدًا أن الإعلام شريك في بناء العراق لا هامش عليه اللافت أيضًا أن السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية باتت تقف بوضوح إلى جانب الإعلام المهني في مشهد نادر يعكس نضجًا في فهم الدولة لأدوارها ومكانة الصحافة في منظومة الحكم الرشيد ما يحدث ليس ترفًا ديمقراطيًا بل ضرورة لدولة تحترم عقل المواطن وتثق في وعي المجتمع فالصحافة الحرة لا تعني الفوضى وإنما تعني ضميرًا حيًا يراقب وينذر ويبني العراق اليوم لا يقدم فقط مشهدًا وطنيا متماسكًا بل أيضًا خطابًا إعلاميًا محميًا بإرادة الدولة وأخلاقيات المهنة وهذا ما يجعل من يوم الصحافة مناسبة لإعلان مسؤولية اكثر من كونه مجرد تهنئة. |