فتحي الذاري تعتبر الولايات المتحدة منذ عقود مضت القوة العسكرية الأقوى في العالم، ومع ذلك، فإن انخراطها في الصراعات الإقليمية يسفر عن نتائج تتجاوز ما هو متوقع. كما يُظهر المثل القائل “الكلب الذي يعض لا ينبح” أن القوة الحقيقية تتجلى في الأفعال وليس في الكلام. في هذا السياق، تحاول الولايات المتحدة من خلال استراتيجياتها العسكرية في اليمن والتعامل مع اليمن توجيه رسالة موجهة إلى إيران، ولكن تتبع هذه الاستراتيجيات العديد من الألغاز والصعوبات. فالجهود الأمريكية الأخيرة، بما في ذلك نشر حاملتي طائرات في البحر الأحمر واستدعاء قاذفات B-2 الشبح، تظهر وضوحاً في الهدف المعلن وهو تقويض اليمن ، الذين يعتبرون أقوياء بدعمهم الإيراني. بالمقابل، بدت المقاومة اليمنية صنعاء غير قابلة للتراجع، مما يدل على أن الفرضيات الأمريكية قد تكون غير دقيقة. لقد اختارت الولايات المتحدة التركيز على اليمنيين في وقت كانت تتفاوض فيه مع طهران، مما يؤكد استراتيجية مركبة تهدف إلى كبح جماح إيران عبر مضاعفة الضغط العسكري. يعتبر هذا التصرف بمثابة محاولة لخلق توازن مع إيران، ولكن في حقيقة الأمر، قد يتحول إلى فخ يتجاوز قدرة أمريكا على السيطرة. الواقع أن القوة العسكرية الأمريكية، رغم تفوقها التكنولوجي، تعرضت للاختبار أمام جماعة مقاتلة محلية مثل اليمن (الحوثيين) . يشير هذا إلى أن النزاعات في الشرق الأوسط ليست مجرد مسألة إلقاء الطائرات والقنابل، بل تتضمن أيضًا دقة الفهم للبيئة السياسية والمتغيرات المحلية. وإذا كانت هذه هي حال القوات الأمريكية مع اليمن الحوثيين، فإن التحدي مع إيران سيكون أكبر بشكل لا يقارن، بالنظر إلى القوة العسكرية الفائقة التي تمتلكها إيران. لقد تعلمت إيران من تجاربها مع الولايات المتحدة ألا تثق بسهولة في المفاوضات. فعلى مر السنين، أثبتت الولايات المتحدة أنها غير قابلة للثبات في التزاماتها، مما جعل إيران تتبنى نهجًا أكثر تحديًا. من وجهة نظرهم، فإن ضغوط الولايات المتحدة، والنجاحات الضئيلة العسكرية ضد اليمن الحوثيين، قد تكون دليلاً على إمكانية مواجهة الولايات المتحدة بشكل أكثر فعالية. تواجه الولايات المتحدة مخاطر متزايدة تهدد مكانتها العالمية. في ضوء الحرب في أوكرانيا وتعقد الأوضاع في الشرق الأوسط، تتراجع إحساس القوى العظمى بقدرتها على التأثير في الأحداث بشكل فعّال. وعندما تتدهور المفاوضات مع إيران، فقد تفقد الولايات المتحدة الفرصة في تجنّب ما قد يتحول إلى ازدياد في حالة الإحراج العسكري والسياسي. تظهر الأحداث الراهنة أن القوة العسكرية ليست كل شيء، بل تأتي القدرة على التفاوض واستراتيجيات العمل الحكيمة في مقدمة الأولويات. إن الصراع مع اليمن الحوثيين وسياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط توضح أن القوة الحقيقية تتطلب فهمًا عميقًا للأبعاد السياسية والعسكرية. ورغم فشل الأهداف العسكرية، يبقى التحدي الأكبر أمام الولايات المتحدة هو كيفية استعادة مصداقيتها وتأمين مصالحها في منطقة متغيرة بسرعة. مع استمرار الأحداث، سيتحتم على الولايات المتحدة اتخاذ قرارات صعبة تتعلق بمستقبل استراتيجياتها في منطقة الشرق الأوسط. الله اكبر الموت لامريكا الموت لإسرائيل اللعنه على اليهود النصر للاسلام. |