تحتضن العاصمة بغداد يوم السبت المقبل، أعمال واجتماعات البرلمان العربي، وتستمر حتى يوم الاثنين المقبل، فقد عبّرت رئاسة الجمهورية عن اعتزازها باستضافة الوفود العربية المشاركة في الاجتماعات. واستقبل رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد في قصر السلام ببغداد، نائب رئيس البرلمان العربي عضو مجلس النواب العراقي أحمد الجبوري. وأشار رشيد إلى أن احتضان بغداد لأعمال البرلمان العربي يعكس مكانة العراق ودوره في العمل العربي المشترك، ويجسد حرصه على تعزيز التضامن بين الشعوب العربية، مؤكدا دعم رئاسة الجمهورية لتعزيز التعاون والتنسيق بين مجلس النواب العراقي والبرلمان العربي. من جانبه، قدّم الجبوري لرئيس الجمهورية إيجازًا بشأن الترتيبات الجارية لعقد جلسة البرلمان العربي المقررة في بغداد، معربا عن شكره وتقديره لرئيس الجمهورية على دعمه الكبير، ومؤكدًا أن البرلمان العربي ينظر إلى العراق كشريك أساسي في العمل البرلماني العربي، ويثمّن جهوده في احتضان هذه الجلسة. ومن المقرر أن تنطلق أعمال وجلسات البرلمان العربي صباح السبت المقبل، بعد اكتمال وصول الوفود العربية المشاركة، وخصص اليوم الأول لمناقشة القضية الفلسطينية، بينما تعقد اللجان العربية المتخصصة يوم الأحد جلساتها بالتناوب في قاعات مجلس النواب، ليكون يوم الاثنين ختامياً لهذه الجلسة من جلسات البرلمان العربي.وقال عضو البرلمان العربي ناظم الشبلي إن «وفود الدول العربية المشاركة في أعمال البرلمان العربي ستبدأ بالتوافد إلى العاصمة بغداد نهاية الأسبوع الحالي، وذلك استعداداً لانعقاد الجلسة الرسمية للبرلمان في التاسع عشر من الشهر الجاري». وبيّن أن «الجلسة الأولى للبرلمان العربي ستُخصص - كما جرت العادة - لمناقشة تطورات القضية الفلسطينية، بوصفها القضية المركزية الأولى في العالم العربي، التي تحظى باهتمام خاص من قبل البرلمان العربي وأعضائه، لما تمثله من أهمية ستراتيجية وسياسية وإنسانية». وأضاف أن «الجلسات التالية ستتضمن مناقشة عدد من التشريعات المهمة التي تقع ضمن اختصاص البرلمان العربي، وتشمل جوانب سياسية واقتصادية واجتماعية، كما ستُطرح ملفات وقضايا ملحّة تهم الدول الأعضاء والمنطقة بشكل عام». وأكد أن «المغزى الأهم من انعقاد جلسة البرلمان العربي في بغداد، هو إيصال رسالة واضحة إلى العالم العربي والمجتمع الدولي، بأن الأوضاع في العراق مستقرة، وأنه بات يتمتع بمناخ سياسي وأمني يسمح باحتضان الفعاليات الكبرى»، مضيفاً بالقول: «إنها فرصة أمام الوفود العربية للاطلاع المباشر على حقيقة الأوضاع في العراق، بعيداً عن الانطباعات النمطية أو التقارير الإعلامية غير الدقيقة». وأشار الشبلي إلى أن «هذا الحدث سيكون بمثابة محطة تمهيدية مهمة لانعقاد القمة العربية المقبلة في شهر أيار المقبل، التي من المقرر أن تضيّفها بغداد أيضاً، ما يعزز من موقع العراق كدولة فاعلة في محيطها العربي والإقليمي». وشدد على أن «جميع جلسات البرلمان العربي تخرج ببيانات ختامية تتضمن مقررات وتوصيات سياسية واجتماعية، وتُعنى بمشروعات قوانين تتصل بمصالح الدول الأعضاء»، موضحاً أن «القضايا الخاصة بالمنطقة ستأخذ حيزاً واسعاً من النقاش خلال الدورة الحالية». من جانبه، بيّن عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، مثنى أمين، أن «العراق يستعد لاستضافة جلسات البرلمان العربي خلال الفترة المقبلة»، موضحًا أن «هذه الخطوة تأتي في سياق تعزيز دور العراق في المحافل الإقليمية والدولية، وتأكيد حضوره الفاعل في القضايا التي تهم الأمة العربية». وأشار، إلى أن «البرلمان العربي، الذي يضم أربعة أعضاء من العراق، ويقع مقره في العاصمة المصرية القاهرة، سيعقد عددًا من جلساته الدورية في بغداد، وهو ما يعكس ثقة الدول العربية بمكانة العراق، ويُعدّ تطورًا مهمًا في إطار تفعيل الدبلوماسية البرلمانية العراقية». وأوضح أمين، أن «الجلسات المرتقبة ستتناول حزمة من الملفات الساخنة على الساحة العربية، في مقدمتها تطورات الوضع الفلسطيني في ظل العدوان المستمر على غزة، والمستجدات السياسية والأمنية في السودان، فضلًا عن مناقشة عدد من القضايا الأخرى التي تمس استقرار المنطقة وتعزز من مسارات التعاون العربي المشترك». |