علي عنبر السعدي لم يشهد تاريخ سوريا بأكمله – منذ الاراميين والسريانيين – مروراً بالأمويين والعباسيين – وصولاً الى العثمانيين والتتار- انحطاطاً وانهياراً ،كما وصله في واقعها اليوم .. كانت سوريا حتى سنوات خلت ،البلاد التي تصدر منها أجمل القصائد – الغزلية التي تقدمها نزار قباني – والوطنية بصوت محمد الماغوط – وأبدع الروايات من حنا مينا وحيدر حيدر ،ومسرحيات سعد الله ونوس ،وصوت صباح فخري وميادة الحناوي ودلال شمالي وفؤاد غازي ونعيم حمدي . كانت سوريا البلاد التي لاتغيب عنها عيون الجمال ورائحة الياسمين ،يملأ الازقة والحواري الضيقة وقلوب سكّانها . ماكان في المتصور لمن عرف سوريا في عهودها المزدهرة، ان هناك ذئاباً وحشية مفترسة ،مستعدة أن تقتدي بهند الهنود ،فتذبح سورييين وتستخرج أكبادهم وقلوبهم ، فتلتهمها ،ثم تحرق جثث الضحايا ، وسوريون يهتفون ويكبّرون لعمل كهذا .. أبو دجانة ،ارهابي من تركستان ، يتزعم عصابة من الارهابيين في سوريا ، قيل انه قتل بقصف على أدلب ،لكنه ظهر مؤخراً واشتهر بأعمال لايمكن لكائن بشري ان يرتكبها أو يرضى بها . سوريا الان ليس بقعة تصدر الجمال والنقاء للمنطقة ،فنتلقفها بشغف ، بل هي غابة للديناصورات المتوحشة ،تشابه تلك التي عالجها فيلم (حديقة الديناصورات ). (*) ذكرت مختلف وسائل الاعلام ،ان ابا دجانة ،ذبح مدير فرع مصرف سوريا في بانياس واثنين من اولاده وثلاثة من جيرانه ،ثم أمر بحرقهم في حفلة شواء جماعية بعد انتزاع قلوبهم . |