السوداني يرعى مراسم توقيع عقد مع شركة (BP) لتطوير وإنتاج حقول كركوك النفطية الأربعة AlmustakbalPaper.net تحذير عاجل لمستفيدي وزارة العمل: احذروا من أساليب الاحتيال الجديدة AlmustakbalPaper.net رئيس هيأة التقاعد الوطنية ينفى الأخبار المتداولة حول إشرافه على ملف صفقة القرن AlmustakbalPaper.net الاستخبارات العسكرية تلقي القبض على سبعة عناصر إرهابية في ثلاث محافظات AlmustakbalPaper.net المالكي والسفير الفرنسي يبحثان العلاقات المشتركة وسبل تطويرها بما يخدم مصلحة البلدين AlmustakbalPaper.net
أهمية التعليم في تنشئة مواطنين فعالين في المجتمع الديمقراطي
أهمية التعليم في تنشئة مواطنين فعالين في المجتمع الديمقراطي
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
محمد عبد الجبار الشبوط
إن الممارسة السليمة للديمقراطية، بما في ذلك المشاركة الفعالة في الانتخابات والنقاشات العامة، لا يمكن أن تتم دون وجود مواطنين على درجة عالية من الوعي السياسي. فهذا الوعي هو الأساس الذي يبني على ثقافة سياسية قوية تمكن الأفراد من فهم حقوقهم وواجباتهم كمواطنين، وبالتالي ممارسة الديمقراطية بكفاءة ومسؤولية. وفي هذا السياق، يصبح النظام التعليمي هو الأداة الأكثر أهمية في تنشئة مواطنين فعالين يستطيعون الانخراط بشكل صحيح في العملية الديمقراطية. يقول روبرت دال في كتابه «عن الديمقراطية» ان انصار الديمقراطية يضعون قيمة عالية على التربية والتعليم. ويضيف: «لا تتطلب التربية المدنية التعليم الرسمي فقط بل المناقشات والمقاولات والجدالات- وحتى الاختلافات العامة - وتوفير المعلومات الموثوق بها بشكل فوري بالإضافة إلى المؤسسات الأخرى للمجتمع الحر».
1. أهمية الثقافة السياسية في ممارسة الديمقراطية: تشير الثقافة السياسية إلى مجموعة القيم والمعارف والمهارات التي يكتسبها الأفراد في المجتمع والتي تمكّنهم من فهم طبيعة الأنظمة السياسية وحقوقهم السياسية. هذه الثقافة تُمكن المواطن من تحديد خياراته في الانتخابات، والنقد البناء للسياسات العامة، والمشاركة في الحوارات المجتمعية بشكل فعّال. بدون ثقافة سياسية، تصبح المشاركة في الانتخابات والعملية الديمقراطية مجرد فعل شكلي، حيث يشارك المواطنون في الانتخابات ولكن دون فهم عميق للبرامج الانتخابية أو القدرة على اختيار المرشحين بناءً على معايير موضوعية. كما أن غياب الثقافة السياسية يمكن أن يؤدي إلى الاستغلال السياسي أو التلاعب بالأصوات، مما يضر بالديمقراطية نفسها.
2. الدور الحيوي للنظام التعليمي لكي يكون المجتمع قادرًا على ممارسة الديمقراطية بشكل صحيح، يجب أن يتم تعليم المواطنين منذ الصغر الأسس السياسية والتاريخية التي تقوم عليها الديمقراطية. هنا يأتي دور النظام التعليمي في إعداد الأفراد ليكونوا مواطنين مسؤولين وواعين. التعليم في هذا السياق يجب أن يتجاوز المواد الأكاديمية التقليدية، ليشمل أيضًا جوانب مثل:
- تعليم حقوق الإنسان: ضرورة فهم الحقوق الأساسية مثل الحق في التعبير عن الرأي، الحق في التصويت، الحق في التجمع، وغيرها من الحقوق التي تشكل جوهر الديمقراطية.
- تدريس القيم الديمقراطية: من خلال مناهج تركز على منظومة القيم العليا الحافة بالمركب الحضاري مثل العدالة، المساواة، الحرية، المشاركة، التعاون، احترام التنوع، وتعزيز النقاش الديمقراطي.
- تطوير مهارات التفكير النقدي: تمكين الطلاب من تحليل الأحداث السياسية والتفكير بشكل نقدي في القضايا العامة، مما يتيح لهم اتخاذ قرارات سياسية مستنيرة.
- تعليم المهارات الاجتماعية: من خلال برامج تعليمية تركز على التعاون، الاحترام المتبادل، و*مهارات التواصل* التي تعتبر أساسية للنقاش الديمقراطي البناء.
3. نظام تعليمي قادر على تنشئة مواطنين فعالين: من أجل أن يكون النظام التعليمي قادرًا على تحقيق هذا الهدف، يجب أن يعتمد على مجموعة من المبادئ والسياسات التي تضمن تزويد الطلاب بالمعرفة والمهارات الضرورية. المنهج التعليمي يجب أن يعكس تنوع المجتمع السياسي والثقافي، ويشجع على الحوار المفتوح والاحترام المتبادل. كما يجب أن يتم تدريب المعلمين على كيفية تشجيع التفكير النقدي وحث الطلاب على المشاركة الفاعلة في الأنشطة التي تعزز الوعي السياسي، مثل النقاشات و المحاكاة الانتخابية. بهذا الشكل، يصبح الطلاب ليس فقط مستهلكين للمعلومات، بل مشاركين نشطين في فهم القضايا السياسية والاجتماعية.
4. التأثيرات السلبية في غياب الثقافة السياسية : في المجتمعات التي تفتقر إلى ثقافة سياسية قوية، غالبًا ما نجد أن الناس لا يهتمون بالمشاركة في الانتخابات أو عملية صنع القرار السياسي. 
وهذا يؤدي إلى انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات، مما يقلل من تمثيل المواطنين في الهيئات الحكومية، ويجعل الديمقراطية مهددة من حيث مشروعية قراراتها. في مثل هذه البيئات، يمكن أن تُصبح السلطة أكثر عرضة لـ الاستبداد أو التلاعب من قبل فئات قليلة، لأن المواطنين لا يمتلكون الوعي الكافي لمساءلة المسؤولين.
5. التعليم كأداة لتعزيز المشاركة الديمقراطية: إذا كانت الديمقراطية هي النظام الذي يعكس إرادة الشعب، فإن المشاركة الفاعلة فيها يجب أن تكون مدفوعة بالوعي والفهم. النظام التعليمي هنا يعد من أهم أدوات تعزيز هذا الوعي. من خلال تزويد الطلاب بالمعرفة حول الأنظمة السياسية و الحقوق الدستورية، و آليات الانتخابات، بحيث يكونون أكثر استعدادًا لممارسة دورهم بشكل فعّال ومستنير. 
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يعمل التعليم على تعزيز ثقافة الحوار و القبول بالاختلافات بين الأفراد، مما يساعد على تقوية النسيج الاجتماعي وتعزيز الاستقرار السياسي في المجتمع. 
6. خلاصة: إن نجاح أية ديمقراطية لا يتوقف فقط على وجود آليات انتخابية، بل على وجود مواطنين قادرين على فهم هذه الآليات والمشاركة فيها بوعي وفاعلية. ولتحقيق هذا الهدف، يعد النظام التعليمي هو الأساس، حيث يُعتبر الوسيلة الأبرز لتنشئة مواطنين ملمين بالثقافة السياسية، ولديهم القدرة على النقد و المشاركة الفعالة في الحياة السياسية. لا شك أن التعليم الجيد يساهم في تحقيق ديمقراطية حقيقية قائمة على الوعي والمشاركة الفاعلة من جميع أفراد المجتمع.
رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=87521
عدد المشـاهدات 154   تاريخ الإضافـة 26/03/2025 - 22:54   آخـر تحديـث 01/04/2025 - 16:58   رقم المحتـوى 87521
محتـويات مشـابهة
السوداني يؤكد أهمية وجود الدوائر العدلية في مكان واحد لتقليل الجهد على المراجعين
المندلاوي يؤكد أهمية استكمال خريطة مشاريع صندوق إعادة إعمار المناطق المتضررة
مستشار حكومي يوضح أهمية سندات الإقراض في دعم الموازنة
رئيس هيئة الاعلام يؤكد أهمية الاستفادة من خبرات الشركات العالمية بتنفيذ مشاريع استراتيجية
العدل تعتزم إنشاء مراكز إيواء للأحداث المفرج عنهم لضمان اندماجهم في المجتمع

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا