عدنان احمد الجنيد العلامة هانحنُ في العشرِ الأواخر من شهرِ رمضان، وهي ليالي الخيرات والبركات والتجليات والنفحات، ولهذا كان النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” يجتهد في هذه الليالي أكثر مما قبلها، فيشد مئزره، ويوقظ أهله، ويحرص على تحري ليلة القدر فيها، ولاسيما في أوتارها.. فعليك أن تبذل قصارى جهدك في هذه الليالي، بأداء العبادات، وعمل الطاعات، وبذل النفقات، وكثرة الدعوات، وتلاوة القرآن، والتدبر في الآيات…، فعساك تنال بركة ليلة القدر، فتفوز بسعادة الدنيا والآخرة. ألا فاستغلْ كُلَّ أوقاتِك بما ينفعك في آخرتِك وحياتِك، قبل أن تصيرَ إلى رفاتِك، واحذر بأن يصيبك الملل والكسل في هذه الأيام المباركات، أو تنشغل بتجهيزات متطلبات العيد فيفوتك الكثير من الأجور والحسنات.. فالوقتُ نعمةُُ ثمينةُُ لا تضاهيها أيَّةُ نعمةٍ من النِعَمِ الجسيمة، وتضييعُهُ خسارةٌ عظيمة، والعاقبةُ ستكونُ حسرةً أَليمة .. فالمالُ قد تُعوِّضُهُ بالكسبِ الحلال، وهذا لا يختلفُ عليه اثنان من الرجال .. أَمَّا الوقتُ فلا يمكنُ أنْ يُعَوَّضَ أو أنْ تُرْجِعَهُ إلى الوراء، وليس هو من قبيلِ البيعِ أو الشراء، كما يظن أهلُ الجهلِ والهُرَاء .. فاغنمْ دقائقَ عمرك الغالية، واسْتَثْمِرْها في أعمالِ البِرِّ العالية، وأفعالِ الخير الحالية، والعباداتِ والطاعاتِ الجالية؛ حتى تكونَ منصوراً مبروراً، ومِمَّنْ قال الله فيهم : { فأمَّا من أُُوتِيَ كتابه بيمينه فسوف يُحاسبُ حساباً يسيرا * وينقلب إلى أهله مسرورا}.. |