أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أن سيرة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام) في الحكم هي مصداق لكل معاني الإصلاح. وقال السوداني خلال كلمة له بذكرى استشهاد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: إن «قبل 14 قرناً من اليوم، وفي مثل هذه الأيام من شهر رمضان الفضيل كان العالم أجمع على موعد مع حدث جلل ومصيبة عظمى». وأضاف، أن «الإمام علي عليه السلام رحل جسداً عن هذه الدنيا، لكن حضوره مستمر، بما تركه من سيرة تجسدت فيها كل القيم السامية والمعاني الفاضلة».وأوضح السوداني، أن «(فزت ورب الكعبة) ليس عبارة عاطفية مجردة، بل هو منهج أخلاقي يستند الى فكرة التكامل الانساني في تساوي خيارات الموت والحياة»، مبينا أن «التكامل الدنيوي للإمام ليس منفصلاً عن مرتبته الأخروية، التي تجعلنا اليوم نستنير بفيض وجوده قولاً وفعلاً».وأكد أن «صورة أمير المؤمنين عليه السلام كحاكم لم تفارق مراتب التكامل، حتى في أصعب اللحظات والاختبارات التي تعترض حياة الإنسان»، مشيرا الى أنه»في الحروب التي خاضها مضطراً، كانت إنسانيته الناصعة تتقدم قبل سيفه». وبين رئيس الوزراء أن «إنسانية أمير المؤمنين العالية تجسدت عندما كان يوصي بالأسير، ويستجلب الأعذار لعل المخطئون يعودون لرشدهم، وحين أوصى برعاية قاتله».وأكد أن «سيرة الإمام علي عليه السلام في الحكم مصداق لكل معاني الصلاح والحرص على الرعية»، مبينا ان «الجميع كان متساوين في حكمه، لا يتقدم شخص على آخر إلا بمقدار الصلاح ونظافة اليد وطهارة النفس، وهو بهذا قد سنَّ دستورًا للأمة والحاكم». وأشار الى ان «نجاح الحاكم لا يقف عند مجهوده الشخصي فقط، بل بمعاونة الجميع له بأن يكونوا نزيهين حريصين على مال الدولة، متعففين عن الطمع فيه»، موضحا ان «الإمام عليه السلام يوجب على الجميع مراعاة المصلحة العليا للأمة والدولة». وواصل أن «عليه السلام كتب لواليه على مصر مالك الأشتر (رض)، عهداً إدارياً شاملاً، يتضمن محاربة الفساد، والدعوة لعمارة الأرض واستثمار مواردها، ورعاية الفقراء ومحاربة أسبابه»، لافتا الى ان «روح وسيرة أمير المؤمنين يجب أن تكون رابطاً يشد جسد الأمة الاسلامية، التي ما أحوجنا اليها اليوم بعد أن تكاثر الأعداء عليها». واختتم رئيس الوزراء حديثه بالقول: إن «غزة المكلومة، ولبنان الجريح، وغيرهما، كل هذه المحن توجب علينا أن نتحد ونكون يدًا لا تلويها المحن». كما أكد رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني،أن حكومته حققت نقلة نوعية أسفرت عن تنفيذ 7 مستشفيات في عموم المحافظات. وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان، أن «رئيس الوزراء محمد شياع السوداني رعى مراسيم توقيع العقد الخاص بإنشاء المدينة الطبية في محافظة ذي قار، مع شركة (CSCEC) الصينية، والذي يعد من أكبر العقود في مجال القطاع الطبّي والرعاية الصحّية». وثمّن رئيس الوزراء، بحسب البيان، «جميع الجهود المبذولة من صندوق إعمار ذي قار، ووزارة الصحة وبقية الجهات الساندة، التي أثمرت عن توقيع هذا العقد بقيمة 490 مليار دينار، والذي سيبدأ تنفيذه قريباً»، مؤكداً أن «محافظة ذي قار وأهلها المضحّين يستحقون تنفيذ مثل هذا المشروع الحيوي، الذي ستكون له عوائد اقتصادية، ويجنّب المواطنين السفر للعلاج». وأكد أن «مشروع المدينة الطبية وعموم القطاع الطبي، يأتي على رأس سلم أولويات الحكومة»، مشدداً على أهمية استمرار تنفيذ مشاريع هذا القطاع، للمضي في باقي الاصلاحات الهيكلية، لاسيما تنفيذ قانون الضمان الصحي، ومشاريع توطين الصناعة الدوائية التي حققت نقلة نوعية».وأشار الى «جهود الحكومة في تنفيذ 7 مستشفيات في عموم المحافظات، وإكمال مشاريع المستشفيات المتلكئة، وتبني أسلوب الإدارة والتشغيل المشترك مع مؤسسات صحية عالمية».ويضم مشروع المدينة الطبية في ذي قار (13) مرفقاً طبياً مستقلاً، بضمنها 7 مستشفيات تبلغ سعتها الكلية (700) سرير، وهي المستشفى الرئيسي 200 سرير، ومستشفى تخصصي للأطفال 100 سرير، ومستشفى النسائية التخصصي 100 سرير، ومركز لأمراض الدم وعلاج الأورام 100 سرير، ومستشفى الباطنية والجهاز الهضمي التخصصي 100 سرير، ومستشفى للطوارئ 50 سريراً، ومجمع العيادات الاستشارية، ومراكز تخصصية، وبنايات للطبابة العدلية والبحوث والدراسات، ومصرف للدم، ودار للأطباء. وستشيد المرحلة الأولى من المشروع على مساحة 93 دونماً، فيما ستشيد المرحلة الثانية على مساحة 39 دونماً. |