امين السكافي مثلث الشر هذا قد كان له سهم كبير في خراب البشرية منذ نشأتها، نعم عزيزي القارىء منذ النشأة الأولى عندما أتخذ إبن آدم القرار ونفذه بقتل أخيه هابيل فقط لأن الله تقبل من أخيه قربانه بينما لم يتقبل منه ،وبدل أن ببحث في الأسباب لعدم تقبل الله منه فضل الطريق الأقصر وهي قتل أخيه ظنا منه أن المشكلة هي في وجود أخيه ،بينما مشكلته مع خالقه موجودة لديه وغياب أخيه لم يذهب بالمشكلة لأن طريقته وحياته وإعتقاده هم المشكلة في الأساس ، فأضاف عليهم دم شقيقه الذي أصبح في رقبته . طبعا البشرية ومنذ بدأها حافلة بالقتلة الذين تسببوا بمآس للإنسان وكان همهم سفك الدم ،كالمغول ونيرون وهتلر واليهود والصليبيين وغيرهم ولكننا هنا نناقش من يدعون الإسلام كمثلث الشر المذكور سابقا ، فهؤلاء أختطوا لأنفسهم مسارا موازيا للرسالة المحمدية ولكنه لا يشبهه أبدا ففكرتهم عن الإنسانية وبالتالي الإسلام هي في رؤيتهم لبقية المسلمين ككفرة وسهولة تكفيرهم وهدر دمائهم دون أن يرف لهم جفن ،والمصيبة أنهم يقومون بذلك تقربا وزلفى لله سبحانه وتعالى وقد يكون القتل أحيانا كثيرة لمجرد فكرة تافهة لا تقدم في العقيدة شيئا أو تأخر . النواصب هم فئة أختطوا لأنفسهم منهاجا خاطئا ببغضهم لآل بيت النبوة ،وجعلوا هدفهم العقائدي بغض وتشويه صورة آل البيت الذين كرمهم الله من خلال آيات تتلى إلى يوم الدين ،وبالطبع أحاديث صادرة عن الرسول الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ، وهؤلاء بدأت مشكلتهم مع قتلى بدر وأحد من المشركين الذين أصبحوا بعدها أبناء الطلقاء الذين لم ينسوا ثأرهم من بني هاشم في معركة بدر الكبرى ،و دخول الدين على مضض وكان عماد هؤلاء بني أمية الذين شرعوا قتل سبطي النبي والشتائم لإبن عم الرسول ونفسه الإمام علي لمدة قاربت ال ٨٠ عاما ، تخرج فيها علماء وهم يسمعون الإفتراءات على علي وأهل بيت النبوة فتكون منهم جزء تتمحور عقيدته على كره آل بيت النبوة لدرجة مقالتهم في الحسين أنه قتل بسيف جده وللأمانة هم أقلية في العالم الإسلامي . الخوارج ويتضح من الأسم الذي أطلق عليهم أنهم فئة كانوا جزءا من جيش أمير المؤمنين علي فخرجوا عليه بعد ما حصل في التحكيم وهم أساسا دعاة فتنة، وقد شاركوا في قتل الخليفة الثالث ليلتحقوا بعدها بطاعة الإمام علي ولكن لمدة محدودة حيث أنتظروا الفرصة لينقلبوا عليه، وهم مجموعة من القتلة يستهويهم سفك الدم ظلما وعدوانا ولديهم فهم خاطئ للدين بحيث أن أغلبهم ممن يدعون الصلاة والصيام وقراءة القرآن ،وفي نفس الوقت يرتكبون المحرمات كقتل الإمام علي على يد أحدهم الذي وصفه الرسول بأشقى الأولين والآخرين وهؤلاء أيضا قلة في العالم الإسلامي . ونأتي للتكفريين وهم الأخطر على الإطلاق إنسانيا وبشريا وإسلاميا ومسيحيا إلا على بني إسرائيل فلا يقربوهم ،وهؤلاء موجودون منذ زمن بعيد وينتشرون بأعداد لا بأس بها وغالبيتهم خريجون معاهد الفكر التكفيري ، كإبن تيمية ومحمد عبد الوهاب والفكر السلفي المتشدد ضف عليهم الفكر الإخواني المتشدد على طريقة سيد قطب والمودودي ،الذين يكفرون المجتمعات على أساس أن الحاكمية لله بينما يذهب إبن باز لتكفير المجتمعات ولكنه يرفض تكفير الحكام ، لذلك يصح القول أن التكفيري هو بصراحة لا أعلم بما أستطيع وصفه فإن وصفته بالكافر فأكون مثاله وإن وصفته بالعاصي أو الفاسق فأكون قد أبقيته في ملة الإسلام، وهذه إشكالية لأنه يكفر الناس جميعا دون وجه حق ومع التكفير يأتي القتل ،بينما الله حينما قال لموسى (إذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا عله يتذكر أو يخشى) ، وهنا يرينا الله رحمته بعباده فمع أنه يصف فرعون بالطاغية فهو ومع ذلك يطلب إلى موسى وهارون أن يكلماه باللين لربما خشع قلبه ، فإن كان الله بهذه الرحمة فلما نكون نحن بهذه القسوة ونضع أنفسنا مكان الخالق ونقرر من المسلم ومن الكافر ،ولذلك فإن الفكر التكفيري ليس من الدين بشيء بل هو فكر هدام دخيل على الدين من حيث لا ندري كيف ومتى وأين تم الإعداد له لضرب المجتمعات بعضها ببعض وإستسهال سفك دماء البشر كائنا من كانوا ، فالأصل أن يترك الثواب والعقاب لرب العــــباد وأن أكثر ما نستطيعه كبشر حق النصيحة وحتى ليست بين الناس لأنها تصبح تشهيرا . |