الشيخ الدكتور عبد الرضا البهادلي - هذه الحياة التي نعيشها طبعت على كدر وتعب والم فلا تجد زاوية من زواياها الا وانت فيه مبتلى. ولقد صدق الله تعالى حين قال: ونبلوكم بالخير والشر فتنة …. - ومن ضمن هذه الابتلاءات انك قد تبتلى بجاهل ومع جهله قد يرى لنفسه شيئا ومقاما؟ فكيف يمكن التعامل مع امثال هذه الكائنات اذا رايتهم في حياتك ….. - لقد تعرض القرآن الى هذا الموضوع بابلغ عبارة واوجزها ،كيف لا وهو القرآن المعجز الذي لا يأتي مثله فقال تعالى : (وعباد الرحمن الذين يمشون هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) والاية تصف عباد الرحمن وهم للذين يتحلون بالحلم فعندما يواجهون الجهلة لا يردون بالاساءة ويتجنبون الجدال وهو يعكس اخلاقهم وتربيتهم وسلوكهم الحكيم . - وفي كلام اهل البيت عليهم السلام ما فيه الشفاء والعلاج والدواء ودليل آخر ان السكوت عن الجاهل هو الجواب الشافي والكافي ….. - ورد عن مولانا امير المؤمنين عليه السلام : رب كلام جوابه السكوت. - وعنه عليه السلام : إن من السكوت ما هو أبلغ من الجواب . - و عنه عليه السلام: ترك جواب السفيه أبلغ جوابه … - وعنه عليه السلام: إذا حلمت عن الجاهل فقد أوسعته جوابا… - وفي الحديث الوارد عن النبي الاكرم صلى الله عليه وآله : ليس الصيام من الأكل والشرب، إنما الصيام من اللغو والرفث، فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل: إني صائم، إني صائم …… - ويقول احدهم : يستفزونك ليخرجوا أسوأ مافيك ثم يقولون هذا أنت … لا ياعزيزي هذا ليس أنا ، هذا ماتريده أنت… - واما الشعراء فهم تطابقوا مع القرآن والحكماء في ان السكوت عن الجاهل هو الافضل والاحسن والاكمل….. - فقال احدهم وإذا بليت بجاهل متحكم يجد المحال من الأمور صوابا أوليته مني السكوت، وربما كان السكوت عن الجواب جوابا. - وقال الآخر. و إذا السفيه أساء يوماً أو هجا فاربأ بنفسك أن تكون مجيبا إن الجهالة و الوقاحة طبعه و أخو السفاهة لا يكون أديبا نَزِّه لسانك عن إجابة مثله. فبذاك يصلى في الضلوع لهيبا مهما أساء فقل سلاماً إنه كعصاً عليه تكسرت تأديبا. - وقال الثالث. إِذا نَطَقَ السَفيهُ فَلا تَجِبهُ فَخَيرٌ مِن إِجابَتِهِ السُكوتُ فَإِن كَلَّمتَهُ فَرَّجتَ عَنهُ وَإِن خَلَّيتَهُ كَمَداً يَموتُ والنتيجة ان علاج الجاهل هو السكوت ففيه سلامة الدين والدنيا… - اسأل الله ان يجعلنا من الامرين بالمعروف والناهين عن المنكر وفضح المنافقين والفاسدين وان لا تأخذنا في الله لومة لائم فــهذا رسالة الانبياء والاولياء والائمة الاطهار عليهم السلام والعــــلماء عبر القرون والدهور والعصور… |