سميرة الموسوي أمريكا الحارسة للدول الغربية وغيرها من دول توريث العروش كأنها كانت نائمة واستيقظت على حقيقة مفادها أنها كانت تخسر ماليا وعينيا في (شغلها بدوام كامل) لحراسة الدول والجماعات الحاقدة على نوعية حياة وأفكار غيرها من الناس ولا بد (للمحروسين أو المحميين) أن يدفعوا ما عليهم من أجور جديدة وبأثر رجعي ؟!. البعض القليل مما تحتفظ به أمريكا من أخلاقيات العلاقات بين الدول ركلته بكلتا قدميها حتى بانت وبقصدية صريحة (عصاها الغليظة بكل مساميرها البارزة الجارحة ) وقررت أن تستوفي إجورها أضعافا ،وإلا، فإن مخزن صناعة الازمات الامريكي سيصدر بضعة من المخزون ليعصف بإستقرار البلد فتنشب فيه فوضى خلاقة حتى تأتي حكومة جديدة مكونة من رغوة هذه الفوضى فتتربع على العرش لتستجيب الى المطلوب ،كما حدث في العراق في تشكيل إحدى حكوماته ،وكما حدث ويحدث في سوريا ،وكما يحدث في أوكرانيا والامثلة كثيرة . أمريكا تريد ضم بعض الدول والممرات الدولية التي حولها لكي تحصن نفسها من أية متغيرات دولية قد تحيق بها ،على الرغم من أن الدول الغربية والكثير من الاوربية ، وتحديدا دول الناتو والدول الاخرى التي إتكأت على القوة والاقتدار الامريكي لم تؤسس لها قوة عسكرية مناسبة يمكن الاعتماد عليها عند رفض طلبات أمريكا لمبالغ واجبة الدفع . إستنادا الى طلبات أمريكا الصريحة ،أو الايحائية فإن معظم دول العالم الغنية بما فوق الارض أو المتخمة أرضها بمتطلبات صناعات المستقبل عليها أن تدفع مبالغ ومعادن محددة .. ( ونحن هنا لا نريد إستباق الاحداث فنسمي الدول المرشحة للدفع ) رئيس الادارة الامريكية بعد أن طالب أفغانستان بضرورة إعادة الاسلحة التي تركها الجيش الامريكي عند آخر إنسحاب غير منظم له من هذه الدولة ( المعقدة) ، أو بعد أن طالب أوكرانيا بأثمان الاسلحة التي قدمها بايدن بكرم بالغ ،وبعد أن طالب السعودية بدفع ترليون دولار ..بعد ذلك كله وعند ( قبض) المعلوم سيبدأ بفتح صفحات سجله الضخم عن كل دولة مهما كانت بعيدة . رئيس الادارة الامريكية يجيد الحسابات جيدا وفق مباديء أمريكية ( منزوعة الدسم والسكر والفيتامينات) وأساسها أن يعيش الامريكي بأي مستويات المعيشة المرفهة بصرف النظر عن الكيفية التي تؤمن بها الحكومة ( من الخارج) هذا المستوى . وعلى وفق جدول ( الضرب ) الامريكي فإن حاصل جمع وطرح ما علينا دفعه منذ عام ٢٠٠٣ الى يومنا هذا سيكون مبلغا أكبر بكثير من (سرقات القرن) ، وبما أن أموالنا في الخزانة الامريكية فإننا إذا رفضنا أخبرونا سراً بأن الفوضى الخلاقة تتجمع فوقنا كسحب الشتاء . بعض الدول الكبرى الشرقية لا يشملها الدفع لانها فوق مستوى الفوضى الخلاقة ،ولكن نريد أن نحيي جمهورية إيران الاسلامية لانها عصية على الفوضى الخلاقة ،ولأنها عصية على الارادات المعقودة على نواصي الطائرات والصواريخ ، أيران هي الدولة الوحيدة التي جزء من قوتها هو قدرتها على صنع التوازنات في العالم ، وإمكاناتها الفكرية السياسية في التعامل مع أمريكا ودول الاستكبار العالمي عموما ، وهي تتقدم بلا هوادة لتكون إرادتها معادلا موضوعيا مضادا للارادة الامريكية وبما يطرحها نبراسا للدول التي تريد سلوك طريق الحق . الذي يدور في السياسة الدولية وآخره إهانة رئيس أوكرانيا والسخرية من ( ملابسه) إنما هو ناقوس يعلن فداحة الخسارة الصهيوأمريكية في غزة وإستمرار مرارة الهزيمة المنكرة لكل مظاهر الجيش الذي لا يقهر وسقوط نظرية الردع الصهيونية المتمكنة من أذهان الناس منذ أكثر من ٧٥ عاما . طوفان الاقصى كان ناقوسا أيقظ أمريكا وربيبتها ولكن بعض الدول العربية والاسلامية إزدادوا شخيرا في الحضن الامريكي الكيان الصهيوني سوف لا يدفع شيئا لانه ليس سوى معسكر أمريكي وغربي متقدم مهمته ( صناعة الاعاقات الفكرية والجسدية للحكومات والشعوب العربية ) وإدامتها لإبقاء العرب والكثير من المسلمين ينابع عسل للحضارة الغربية أيها الاخوة ..( تفوّق العدو علينا بالطائرة والدبابة فحسب ) وكل ما تبقى في حدود الممكن الحالي … فلنتدبر أمرنا ، وأمامنا أكثر من مثال ناجح .. قبل أن ندفع ثمن وجودنا أحياء أو تهب علينا رياح الفوضى الخلاقة ؟! … وأعدوا لهم ما إستطعتم من قوة ومن رباط الخيل .. |