كاظم الطائي عبر التاريخ، نجد في كل زمان تجسيدًا للصراع الأبدي بين الخير والشر، بين العدالة والظلم، بين من يسعى لإحقاق الحق ومن يسعى لقمعه. ومن بين هذه الصراعات، تبرز ملحمة الإمام الحسين عليه السلام وثورته الخالدة كنموذج حيّ للصراع بين الحق والباطل، حيث قدَّم أسمى معاني التضحية في سبيل المبادئ السامية. إن مسيرة التاريخ تؤكد أن طريق الحق لا يتحقق إلا عبر التضحيات، وهو ما شهدناه في قضايا كثيرة، سواء كانت عقائدية أو ثورية، مثل نضال جيفارا ومانديلا وغاندي. فقد أثبت هؤلاء القادة أن الانتصار لا يُولد إلا من رحم المعاناة والتضحية، وأن الحرية والعدالة لا تتحققان إلا عندما يكون هناك من يؤمن بقضيته حتى آخر رمق. القضية الحسينية، على وجه الخصوص، كانت وستظل عنوانًا بارزًا في درب التضحية، حيث رفض الإمام الحسين عليه السلام الرضوخ للباطل، وقدم نفسه وأهل بيته وأصحابه قرابين للحق، فكان بذلك مصدر إلهام للأحرار في كل زمان ومكان. وقد اقتدى به كثيرون ممن حفرت في صدورهم مبادئ الحسين عليه السلام، حتى أصبحوا يتمنون السير على خطاه، مقدمين أرواحهم قربانًا لقضاياهم العادلة. وهكذا، كانت تلك الأرواح التي صعدت إلى بارئها شامخة، أيقونات للانتصار على الاستبداد والطغيان، ورموزًا للثورة التي لا تعرف التراجع. ولم يكن ذلك مجرد شعار، بل حقيقة تجسدت في القادة الذين حملوا راية المقاومة والنضال، مثل السيد نصر الله – سيد العشق، الذين جسدوا بتضحياتهم وإرادتهم الصلبة معاني الثبات والانتصار- حيث يثبت التاريخ أن طريق الحق وإن كان محفوفًا بالصعاب، إلا أنه الطريق الوحيد الذي يُخلّد أصحابه، ويجعل من تضحياتهم نورًا يهتدي به الأحرار عبر العصور- ولن نشعر يومًا أنك غائب، بل كجدك الحسين تقود. |