أكد ممثل المرجعية الدينية العليا، الشيخ عبد المهدي الكربلائي، على أهمية التركيز على الفروع العلمية الحيوية التي تساهم في ارتقاء المجتمعات البشرية، كما شدد على ضرورة توعية المجتمع بأهمية هذه التخصصات والاهتمام بالدراسات العليا.وذكرت العتبة الحسينة المقدسة في بيان ان :»ذلك جاء في كلمة له خلال تكريم جامعة وارث الأنبياء (عليه السلام)، التابعة للعتبة، بعد حصولها على المركز الثاني في التصنيف الوطني للجامعات العراقية الأهلية لعام 2024، وذلك بحضور الأمين العام للعتبة حسن رشيد العبايجي».

وقال الشيخ الكربلائي «نبارك لكم هذا الإنجاز العلمي الكبير، وقبل أن أتحدث عن ما وصلتم إليه خلال هذه السنوات في الجامعة، التي لا تزال فتية، فإن رسالتنا واضحة لكم في إنشاء الجامعات والمستشفيات والمدارس العلمية».وأضاف، «نحن ننظر إلى العلم باعتبار أن الله تعالى كرم الإنسان ورفع منزلته ومقامه بالعلم والمعرفة، وقيمة كل إنسان بما يحسنه، وطبعا ما يحسنه من العلم أولا، لأنه الأساس الذي من أجله جعل الله تعالى الإنسان خليفة في الأرض»، مبينا أن «انطباق هذه الرؤية والرسالة والهدف على واقع الحال شيء نعتز به ونفتخر به كثيرا، ولذلك شكرنا وتقديرنا لكم على ترجمتكم هذه الرسالة إلى واقع، وهذه الرؤية تمثلت الآن في واقع نعيشه».وتابع قائلا، «نأمل دائمًا في التطوير والارتقاء للوصول إلى المراتب الأولى، طبعا، تارة ننظر إلى ذلك على أنه سباق مع الآخرين من أجل الوصول إلى المرتبة الأولى حتى يقال هذا هو الأول، ولكن ليس هذا هو المقصود، بل إن الوصول إلى المرتبة الأولى يجب أن يكون نتيجة طبيعية لعمل جاد، وليس مجرد هدف بحد ذاته، الأهم هو البحث عن التميز والارتقاء، حتى نرتقي بالإنسان إلى المرتبة التي تليق به، وأن يكون متميزا بما يتناسب مع العتبة الحسينية المقدسة».

وزاد، «أرجو الاهتمام بالفروع العلمية، فهي فروع مهمة الآن بالنسبة للمجتمع البشري، أحيانا، يبحث البعض عن فروع تجلب بعض الامتيازات، ربما مالية أو غيرها، لكن بالنسبة لجامعة وارث (عليه السلام) وبقية الجامعات، لا بد أن نبحث عن التخصصات العلمية المهمة في الوقت الحاضر، كما يجب أن نرسخ ثقافة في المجتمع للاهتمام بهذه التخصصات العلمية، خصوصا وأن التوجه المجتمعي الآن والطابع الثقافي يميل إلى بعض التخصصات التي شهدت إقبالا كبيرا، بالرغم من أن الحاجة إليها ليست بالمقدار الذي يتناسب مع هذا التوجه».واختتم حديثه بالقول، «نأمل فتح فروع علمية مهمة أصبحت ذات مدخلية في ارتقاء المجتمعات البشرية في الوقت الحاضر، إضافة إلى الاهتمام بالدراسات العليا، ومنحها ما تستحقه من العناية، للأسف، نرى بعض المؤسسات العلمية والتعليمية لا تهتم بهذا الجانب، لذلك ينبغي أن تتميز الجامعة في هذا المجال، وأن يكون لديكم إصرار وإرادة قوية على فتح هذه الدراسات العليا والاهتمام بها اهتماما كبيرا، بحيث يشهد لهذه الجامعة برصانتها العلمية في تخريج طلبة الدراسات العليا».