حيدر سلمان

ايختلف اثنان ان تصريحات المبعوث الخاص للامم المتحدة وممثل امينها العام الحالي محمد الحسان و اواخر ايام سلفه جينين بلاسخارت ايجابية كليا حول وضع العراق مقارنة بالسابق.

المعروف ان وضع العراق كان مختلفا وغير مستقر وعرضة لمخاطر هائلة بعد ال2003 وسقوط نظامه الدكتاتري السابق و ولتدة نظام ودستور جديد، مادفع قادته المتنثل بمجلس الحكم المؤقت لطلب مساعدة الامم المتحدة والتي اصدرت القرار 1500 وبموجبه اصبح هناك مبعوث للامين العام في العراق بصلاحيات جيدة تمنحه المنظمة الدولية من جهة والحكومة العراقية من جهة اخرى، و اولهم كان البرازيلي سيرجيو دي ميلو والذي توفي في بغداد بعد استهداف مقر الامم المتحدة في بغداد بشاحنة مفخخة قتلت جميع العاملين في المقر مايعكس مدى سوء الاوضاع في بغداد العاصمة انذاك والعراق كليا.

وبعد ذلك اتت اسماء لم تكن نشطة لتذكر رغم تعرضه لموجات عنف ومفخخات وجيوش من الانتحاريين وحرب طائفية افضت لحرب اهلية، ليدخل العراق بعد استقرار طفيف بموجة عنف اثر احتلال اراضيه من قبل داعش ليصادف فترة بعثة يان كوببج الذي كان مرنا جدا مع كل الاطراف السياسية والذي كانت احاطته في مجلس الامن الاقوى وافضت عن قرارات كبيرة لصالح العراق منها 2170 وعشرات غيرها بادراج منظمات وشخصيات على لائحة الارهاب العالمي وتوحيد الجهود العالمية لصالح العراق في حربه ضد التنظيمات التي قوضت امنه واحتلت اراضيه حيث ادرج 32 جهة مسلحة وعشرات الشخصيات بذلك ابرزهم القاعدة وداعش والنصرة والبغدادي والضاري ونجله… الخ، ناهيك عن مصادقته لتظاهرات كبيرة خاصة في البصرة وقد التقيته شخصيا.

لتنتهي تلك الصفحة ويحل محله جينين بلاسخارت التي عاصرت التمزق الداخلي بعد موجة تظاهرات استمرت لاكثر من سنتين ابتدات في نهاية 2019 وانتهت بمنتصف 2021 وافضت لاقالة حكومة وتولية حكومة جيدة بالعراق وسميت باحداث تشرين بسبب بدئها في تشرين 2019 والذي كنا جزء منها ليتغير المزاج ضدها لاحقا وتتغير الاولويات نحو زيادة المنظومة التشاركية من باب الانتخابات كاسلوب وحيد لتداول السلطة في العرلق ولا وجود لغيرها.

بلاسخارت كانت معروفة باحاطتها السلبية حول اداء الحكومة والكتل السياسية والقيادات السياسية وابمجانعية وحتى احيانا الدينية، الى حين قرب نهاية بعثتها في منتصف عام 2024 لتعلن قرب نهاية البعثة في نهاية 2025 وتنهي حديثها ب “يحيى العراق” وتعلن احاطة ايجابية كليا بتقدم كبير للعراق في مستوى اداء الحكومة بعد استقبال العراق خلبجي 25 والذي نقل العراق نقلة نوعية كبيرة وبين مدى استقراره عكس ماكان يشاع عنه ولذلك اختلاف المواقف كان سائد في فترتها ويتبين بتضارب المواقف ضدها.

ومنذ منتصف 2024 ومحمد الحسان مبعوثا وهو اول عربي يتبوا المنصب والذي اكد ان العرلق انتقل من مرحلة التعكز على الامم المتحدة وقراراتها إلى الشراكة الدائمة وليعلن ان العراق اصبح بلدا مستقرا ومحوريا في منطقة الشرق الاوسط ولظيه مقومات هائلة وقيادات كبيرة سياسية ومجتمعية سيما الدينية ليزور منزل السيد السيستاتي كمرجع ديني اعلى لمرتين والان ياخذ على عاتقه زيارة مدن وشخصيات البلاد ليبين للعالم اختلاف العراق وانتقاله من مرحلة الحاجة للامم المتحدة.

لحاجة الاخيرة له في دعم استقرار الشرق الاوسط تجلى واضحا مابعد احداث غزة وكانت المنطقة على شفا حرب شاملة اتخذ فيها العراق موقفا مؤيدا لفلسطين وحقه في العيش وتقرير المصير وانهاء احتلال ارضه وداعما لقرارات المتحدة ذات الصلة متحملا ضغوطا امريكية واسرائيلية وصلت لحد التهديد بضرب مؤسساته.

انتهى هذا الاستعراض البسيط بكلام كله وليس جزء منه ايجابيا حسب تصريح الحسان ولم نرى ولا كلمة “لكن” منذ بدء حديثه للان وزيارته الى ذي قار والبصرة امس واليوم تبين انتقالة نوعية للعراق وقدرة مجتنعه وقادته السياسية والمجتنعية  على ادارة البلاد وجعله امة تسير نحو وضع ممتاز وفي تحسن مستمر والخديث للحسان.