د. إسماعيل النجار المقاومة صمدَت ولم تنهزم واليوم ترتكز بين إعادة التموضع السياسي والعسكري وترتيب الخطاب الإعلامي الجديد وبين واقع ما يُرسَم لها في أروِقَة السياسة والإستخبارات الخارجية، هُوَ واقع جديد تعيشهُ المقاومة وبيئتها الحاضنة ومُحبيها في ظِل دخولها عصر الحصار المُطبَق بعد سقوط سوريا وتَغَيُر موازين القِوَىَ في المنطقة لصالح العصر الأميركي الإسرائيلي وذلك بعد تراجع النفوذ الروسي الطَوعي المَبني على المقايضة بعد التنازل عن سوريا والوقوف على بُعد ومشاهدة قلب العروبة النابض كيف كانت مُدُنها تتهاوَىَ الواحدة تلو الأخرىَ من دون أي مقاومَة أو قتال، في لحظة غَفلَة إستسلمت سوريا الأسَد للوحوش الكاسرَة وتُرِكَت الناس فيها لمصيرها وإسرائيل تقدمت نحو سلسلة جبال حرمون شرق لبنان وأطبقت الحصار على المقاومة من كل حَدبٍ وصَوب جنباً إلى جَنب مع مُسلحي الجولاني على حدود شنشار حمص مع لبنان، هذا الواقع الجديد مُضطرَّة مقاومتنا أن تَتَكَيَّف معه مؤقتاً وأن تتعامل معه بحذر، من دون التغاضي أو غَض الطَرف عن البيئة الطيبة التي إحتضنت هذه المقاومة وكانت حقيقةِ تسير أمام مقاتليها خلال الحرب وليس خلفها بدليل بقاء الكثيرين داخل قراهم رافضين المغادرة، وبصبر الذين نزحوا قسراً وتركوا مفاتيح بيوتهم للمجاهدين لكي يستخدموها من دون تأفُف أو إعتراض، الصدمة كبيرة كانت بالنسبة للبيئة المُقاوِمَة من خلال إغتيال السيد القائد وكبار قادتهم وعدم رؤيَة الكثير مِن مَن وُعِدوا به قبل نشوب الحرب من تفوُق وقدرات دفاع جوي وغيرها، لذلك وحتى لا تذبُل الثقه وتموت بين هذه المقاومة وناسها يجب إتباع خطاب جديد من دون رفع السقف فيه ومن دون أية وعود مشابهة للسابق، الجمهور يحتاج إلى خطاب يُطَمئنهم على مقاومتهم ويشرح لهم ماحصل ويضعهم بأجواء آفاق المستقبل بسردية هادئة يُخيِّمُ عليها الواقع أكثر من التفاؤل والخيال، الإعلام المقاوم يجب أن يُشكل جبهة تضامنية والإنتقال من حالة المبارزة الإعلامية إلى التشاور والتنسيق وشحذ الهمم لتشكيل هآلة إعلامية صريحة وهادفة تصنع رأي عام ولا تختلف مع واقع ما يريد فهمه الجمهور المخلص للمقاومة ومحورها، المطلوب عدم تفرُد البعض من الإعلاميين بإطلاق العنان لأنفسهم والتغريد خارج سردية المقاومة المطلوبة حتى لا نصبح سوق إعلامية وبازار تسابق نحو صناعة سكوب، أيضاً التوجه إلى الجمهور اللبناني خاصة والعربي عموماً بخطاب يشرح حالة العرب وعمق قضاياهم وأن لا يقتصر الخطاب على جمهور مؤيد للمقاومة، أيضاً على قيادات كافة قوىَ المقاومة في لبنان وضع سقف للتسامح الإعلامي الداخلي لمنع بعض الأصوات النشاذ الناعقة بتأجيج الطائفية وتذكية التفرقة والفِتَن، ومن المفترض عقد لقاءآت مع كافة الإعلاميين واستمزاج آرائهم للمرحلة المقبلة لأنه أمر رابح وغير مكلف، هذا يبقى مجرد رأي يجب أن يُحتَرَم وفي النهاية أقول سلامٌ لبنان من ربٌ رحيم، |