جاسم الحريري

كل من يقول أن العراق لايمكن أن يتأثر بالتغيير في سوريا في8/12/2024بدعم تركي وأمريكي واسرائيلي فهو واهم ،لان التغيير لايستهدف سوريا فقط وانما يستهدف العراق كذلك والمخطط المرتقب تفاصيله تدريجية يهيأ لانتقاله الى العراق عبر خطوات وايحاءات غير متوقعة داخل المشهد العراقي ويمكن تأشير بعض السيناريوهات التي يمكن أن تشكل المخاطر الحقيقية على الامن الوطني العراقي وكما يأتي:-

1.أحياء الخلايا النائمة في العراق:-

ان مخطط تنظيم داعش الارهابي ، كان من تخطيط أجهزة المخابرات العالمية والاقليمية، وهذه الأجهزة إذا شعرت أن الحكومة المركزية العراقية أصبحت ضعيفة، قد تستغل الخلافات الداخلية لإعادة إحياء داعش. وبالطبع فإن خلايا داعش الارهابي لديها القدرة على زعزعة الامن العراقي بشكل محدود وهذا مايتم بتوجيه أميركي.

بهدف إستمرار تواجد القوات الأميركية في العراق. أن الجيش وقوات الحشد الشعبي والقوت الأمنية مسيطرة تماما على الأوضاع في العراق، وهي تحول دون تنفيذ أي نشاط من قبل الخلايا النائمة لهذا التنظيم الإرهابي في سائر مناطق العراق، وقد بادرت حتى الآن إلى أجتثاثها في محافظتي الأنبار وكركوك. إلا أن خلايا داعش النائمة تحاول إستعادة نشاطها في المناطق التي يسيطر عليها الكرد والمناطق المتنازع عليها بين الكرد والحكومة المركزية والوديان والصحراء في المناطق الغربية.

2.محاولة داعش فتح جبهة في المناطق الغربية للعراق بدعم امريكي:-

التحدي لن يكون فقط قادما من سوريا، وإنما أيضا من داخل العراق حيث لا أحد من العراقيين ينكر وجود خلايا نائمة تنتظر الظهور، وأحيانا تسميم الأجواء ببعض العمليات الارهابية؛ كحال العملية الامنية بالقضاء على إرهابي كان يرتدي حزاماً ناسفاً في كركوك قبل تفجير نفسه مؤخرا،

والسبت 14 ديسمبر 2024 اشتبكت قوات أمنية مع عصابات “داعش” في أطراف مدينة(حديثة)غرب محافظة الأنبار. ومثل هذه التحركات تعزز من أهمية استمرار حالة اليقظة وعدم الركون الى تعزيز الامن العسكري واللوجستي على الحدود العراقية السورية فقط بالرغم من أهميته وإلى ما يتم تحقيقه من انجازات، فالعراق واحد من الدول المهمة المستهدفة من قبل العدو الأمريكي الصهيوني، بالنظر إلى ثروته وجغرافيته بعد ضمان ثروة المنطقة الخليجية.

3.القيام بعمليات ارهابية في العاصمة العراقية:-

تترشح يوميا العشرات من الاخبار توحي إن الولايات المتحدة الأمريكية جمعت ودربت أحد عشر ألف عنصرا داعشيا في سوريا خلال الشهور القلائل الماضية لمهاجمة العراق، ناهيك عن تفعيل الخلايا النائمة في الداخل لنفس الغرض.وكان عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران ((محسن رضائي)) قد صرح يوم الثلاثاء الموافق 10ديسمبر2024: “إنّ الإرهابيين يتحضرون بقوة للهجوم على العراق”، وذكر بأن “هناك 11 ألف إرهابي داعشي تم تدريبهم في معسكر أمريكي شمال سوريا”، مشيراً إلى احتمال أن يقوموا بهجوم على الموصل أو تكريت خلال الاشهر المقبلة.ويمكن أن تكون بغداد مركز صنع القرار العراقي من ضمن الاهداف الحيوية لتنظيم داعش الارهابي لارباك الوضع الامني وأشاعة الفوضى في العاصمة.وتعزيز فرضية بقاء القوات الامريكية في العراق لمدة اطول.

4.أستخدام الحرب النفسية في وسائل التواصل الاجتماعي:-

تشن الجيوش الالكترونية التابعة لcia والموساد الاسرائيلي حرب نفسية قذرة في وسائل الاتصال الاجتماعي عبر ضخ سيل هائل من الاخبار المضللة والمتنوعة لاثارة الاستمالات العاطقية لدى المواطن العراقي وارعابه وتخويفه من المستقبل ومستقبل النظام السياسي العراقي خلاصتها قرب تنفيذ امريكا والكيان الصهيوني عمليات عسكرية لتغيير الوضع في العراق لاثارة عدم الثقة بين المواطن وتحريضه على الدولة وقد تكون هذه الخطة نوع من الخدعة العسكرية واللوجستية وتستبدل الهجوم العسكري والصهيوني على العراق بتسهيل قيام تنظيم داعش الارهابي بعمليات ارهابية نوعية بديلة الهجوم الجوي الاسرائيلي والامريكي لاثارة الفوضى في العراق لاسيما قد تتوزع تلك الهجمات في المحافظات الرئيسية بغداد والبصرة والموصل.

الحلول والمعالجات:-

1.زيادة الاستحضارات العسكرية والاستباقية لدى الاجهزة الامنية والعسكرية للانقضاض على أي عملية أرهابية والقضاء عليها قبل تنفيذها.

2.زيادة تفعيل الجهد الاستخباري لكل الاجهزة والوكالات الاستخبارية وتحليل المعلومات المهمة جدا وتوظيفها في العمليات الاستباقية ضد الخلايا والمشبوهين الذين تحوم عليهم التهم للقيام باعمال ارهابية في العراق والقبض عليهم فورا.

3.زيادة عمليات التدقيق للعجلات وعائديتها في الشوارع وضخ الشارع بالمفارز الامنية المكثفة والمتحركة على مدى24ساعة لتضييق الخناق على العصابات الارهابية في التنقل والتخفي.

4.نشر ارقام للطـــوارىء للابلاغ عن التحركات المشبوهة لاتصال المواطن بالاجهزة الامنية وسرعة تدقيق تلك المعـــلومات الواردة الى مراكز استلامها وسرعــة ايصالها الى الاجهزة صاحبة الاختصاص لاجراء اللازم .