3399 AlmustakbalPaper.net السوداني: العراق الجديد انطلق إلى الأمام ولا عودة للوراء AlmustakbalPaper.net العمليات المشتركة: طائرات F-16 العراقية تدمر وكرا للعناصر الإرهابية في وادي الشاي AlmustakbalPaper.net رئيس الجمهورية يؤكد أهمية توسيع آفاق التعاون مع روسيا AlmustakbalPaper.net المندلاوي يؤكد أهمية ترسيخ العلاقة الاستراتيجية بين بغداد وواشنطن AlmustakbalPaper.net
العراق وطن القلوب والحضارة
العراق وطن القلوب والحضارة
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
اللواء الدكتور سعد معن الموسوي 
أنا دائمًا ما أبتعد عن الحديث في السياسة وعراكها، لكن عندما يتعلق الأمر بالعراق، هذا الوطن الذي ينبض في قلوبنا جميعًا، فإن الصمت يصبح خيانة. العراق ليس مجرد أرض، بل هو الدم الذي يجري في عروقنا، والهواء الذي نتنفسه، والتاريخ الذي نحمله على أكتافنا. لا يمكننا السماح لأي قوة أو فكرة أن تمزق هذا الوطن، الذي كتب تاريخه بالدماء والتضحيات.
العراق ليس مجرد اسم على خارطة العالم؛ العراق هو الحضارة التي علّمت العالم الكتابة، هو النخل الشامخ الذي يعانق السماء، هو دجلة والفرات اللذان يرويان قلوبنا قبل أرضنا. كيف نسمح لأنفسنا أن نفرّط في إرث أجدادنا أو أن نُسلم هذا الوطن العظيم لمخططات تمزيقه وإعادته إلى الوراء؟
“العراق هو بيتنا جميعًا”
في كل بيت عراقي، هناك قصص تجمع الطوائف. هناك أم تحتضن أبناءً من مذاهب مختلفة، وأبناء عم وأخوال من هذا المذهب وذاك. هذه العلاقات ليست مجرد تفاصيل عابرة، بل هي الروح الحقيقية للعراق. نحن شعب لا يفرّقنا مذهب ولا دين؛ نحن شعب يجمعنا حب الأرض ورائحة ترابها، وصوت الأذان الذي يختلط بأجراس الكنائس، وزغاريد الفرح التي لا تعرف طائفة.
علينا أن نتذكر دائمًا أن العراق بيتنا الكبير، والبيت لا يُهدم بأيدي أهله. من منا يقبل أن يرى جدران بيته تتصدع أو سقفه ينهار؟ العراق أمانة في أعناقنا، وأي محاولة للمساس بوحدته هي طعنة في قلب كل عراقي شريف.
“نحن أبناء هذه الأرض”
يا شباب العراق، يا من ولدتم من رحم هذه الأرض الطيبة، أنتم الأمل الذي يستند عليه الوطن. فيكم تمتزج النخوة العربية بروح الحضارة، وفي قلوبكم تسكن عزة أجدادكم الذين كتبوا تاريخ المجد. لا تسمحوا لأحد أن يعبث بعقولكم أو يزرع فيها بذور الطائفية. كونوا كما كان أجدادكم: أبناء العراق أولًا، عراقيون قبل أي انتماء آخر.
تذكروا أن العراق هو نخيل البصرة الذي يصمد أمام الرياح، وهو جبال كردستان التي تعانق السماء، وهو شوارع بغداد التي تضج بالحياة رغم كل المحن. العراق هو أنتم، وأنتم العراق.
المرجعية العليا: صوت الحكمة”
في أصعب الأوقات، كانت المرجعية العليا، ممثلة بالسيد علي السيستاني، هي الصوت الذي يحفظ العراق من الانزلاق. كلمات المرجعية كانت دائمًا تنبض بالحب للوطن، تدعو للسلام والوحدة، وتحث على بناء العراق كبيت يتسع للجميع. هذا الصوت الحكيم هو دليلنا، ومن واجبنا أن نلتف حوله، لأن في توجيهاته خلاصنا واستقرارنا. لكن، لماذا نصرّ على نبش جراح الطائفية عبر رسائل “الواتس آب” ومنشورات “السوشيال ميديا”؟ تلك الصفحة المؤلمة طُويت بدمائنا ودموعنا، وكل بيت عراقي تألم وفقد عزيزًا. إعادة الحديث عنها لا تجلب سوى أوجاع الماضي الذي لا نريد له أن يعود. فلنتجاوز هذه الأحاديث ونركز على ما يجمعنا، لأن العراق يستحق أن نبنيه بوحدة قلوبنا لا أن نهدمه بخلافات تجاوزناها.
العراق أغلى ما نملك
العراق ليس وطنًا نعيش فيه فقط، بل هو وطن يعيش فينا. كل ذرة تراب منه تحمل قصصنا، كل نخلة منه هي شاهد على كرامتنا، وكل شمس تشرق عليه تذكّرنا بأننا أبناء هذا المجد.
فلنكن كما أرادنا العراق: شعبًا واحدًا، يدًا بيد، نبني ونزرع ونُعلّم. ولنتذكر دائمًا كلمات الإمام علي (ع): “الناس صنفان: إمّا أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق.” العراق يجمعنا، وحب العراق هو هويتنا.
وكما قال أمير البلاغة، الإمام علي (ع): “كل متوقع آت، فتوقعوا الخير.” فلنزرع الخير في نفوسنا وأعمالنا، ولنتوقع للعراق كل خير وسلام وازدهار.
فلنرفع علم العراق عاليًا، ولنترك للتاريخ حكاية شعب رفض أن ينكسر، وأصر على أن يبقى واحدًا. ولتكن كلمتنا جميعًا: “لا للطائفية، نعم للوطن.”
رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=85917
عدد المشـاهدات 434   تاريخ الإضافـة 12/12/2024 - 11:52   آخـر تحديـث 12/09/2025 - 02:01   رقم المحتـوى 85917
محتـويات مشـابهة
السوداني: العراق الجديد انطلق إلى الأمام ولا عودة للوراء
العمليات المشتركة: طائرات F-16 العراقية تدمر وكرا للعناصر الإرهابية في وادي الشاي
الصحاف: نتقصى مصير أعداد من العراقيين دخلوا ليبيا بشكل غير قانوني
وزارة الداخليـة العراقيـة تحصـل على منصـب دولـي
العراق ومساحات التحرك وسط الصراع في المنطقة

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا