علي جاسب الموسوي 

سوريا وقعت بين زيف التحالفات التركية الكاذبة و اوهام الحضن العربي

قال الله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ) (الأنفال: 60)، فالقوة هي الحصن الذي يحمي الأمم من الانهيار، والعقيدة هي الروح التي تبث في هذه القوة الثبات والصمود .. وكما قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: (فَالْحَقُّ أَوْسَعُ الأَشْيَاءِ فِي التَّوَاصُفِ، وَأَضْيَقُهَا فِي التَّنَاصُفِ)

التجربة السورية خير دليل على أن التخلي عن عناصر القوة، وعلى رأسها المقاومة، يؤدي إلى التراجع أمام التحديات .. فقد راهنت على وعود عربية وتركية زائفة، واعتمدت على حليف دولي له حساباته الخاصة، متناسيةً أن المقاومة الشعبية والعقائدية هي السند الحقيقي للجيوش في مواجهة مشاريع الهيمنة .. وما صمود المقاومة الإسلامية في لبنان إلا برهانٌ حي على أن التمسك بالعقيدة والمقاومة هو الطريق الوحيد لصون الأوطان وحفظ الكرامة.

١/ المقاومة كركيزة سيادية: التجربة السورية أثبتت أن التخلي عن فصائل المقاومة والمستشارين الداعمين أدى إلى تفكيك عناصر القوة الحقيقية للدولة، مما جعلها عرضة للاختراق السياسي والعسكري.

٢/ الدولة التقليدية أمام تهديدات غير تقليدية: اعتماد الجيش السوري على ذاته دون سند المقاومة أضعفه في مواجهة التهديدات غير التقليدية مثل الإرهاب والميليشيات المدعومة من الخارج.

٣/ وعود الدول العربية والإقليمية: الوثوق بعودة الحضن العربي ووعود تركيا الكاذبة، خاصة بعد تحركاتها في الشمال السوري، كان خطأً استراتيجيًا أعطى لهذه الأطراف أدوات للتلاعب بالموقف السوري.

٤/ الدور الروسي المحدود: روسيا لم تكن حليفًا استراتيجيًا بقدر ما كانت لاعبًا يسعى للحفاظ على مصالحها الجيوسياسية، ما جعل تدخلها مقيدًا وموجهًا نحو تحقيق توازن يخدمها أكثر من سوريا.

٥/ لبنان كمثال حي للصمود: التجربة اللبنانية وصمود حزب الله في مواجهة الجيش الصهيوني أثبت أن المقاومة الشعبية والعقائدية تشكل عامل توازن وقوة مضافة لأي جيش تقليدي.

٦/التخلي عن محور المقاومة: انسحاب سوريا جزئيًا من محور المقاومة وتحجيم دور القوى المساندة، أضعف موقفها الاستراتيجي أمام قوى إقليمية ودولية تسعى لإعادة رسم الخارطة السياسية في المنطقة.

٧/المشهد الإقليمي المتغير: تسارع السياسات الإقليمية نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني وإعادة ترتيب الأولويات العربية جعل سوريا خارج معادلة التأثير، بعدما اعتمدت على وعود جوفاء.

٨/ الحراك التركي المزدوج: تركيا لعبت دورًا مزدوجًا عبر تعزيز نفوذها العسكري في الشمال السوري، مع تقديم وعود بالحلول السياسية، ما أضعف الثقة بالتحالفات الإقليمية.

٩/الاستنتاج العقائدي والسياسي: أي جيش تقليدي في المنطقة يحتاج إلى دعم مقاومة عقائدية وشعبية لضمان صموده أمام التحديات .. التخلي عن المقاومة يعرض الدولة لفراغ استراتيجي.

١٠/ الرؤية المستقبلية: ينبغي على سوريا العودة إلى محور المقاومة كخيار وجودي، وليس فقط استراتيجي، مع بناء جبهة داخلية متماسكة تعيد الثقة بدورها الإقليمي والدولي، لتجنب مزيد من السقوط في فخ التحالفات الهشة.

وفي ختام القول، فإن التخلي عن المقاومة هو التخلي عن روح الكرامة وحصن السيادة، فالأوطان التي تستبدل عزمها بوهم التحالفات سرعان ما تذوب في مهب الرياح .. وحدها المقاومة تبقى السيف البتار الذي يصون الأرض والقرار.