سلام جاسم الطائي ونحن نحتفل بالذكرى العاشرة لتأسيس الحشد الشعبي المقدس والذي تأسس بفتوى الجهاد الكفائي التي اطلقها المرجع الديني الأعلى سماحة السيد علي السيستاني والذي قلب الموازين وحول الاوضاع من الانكسار والاحباط الى التحدي والاقتدار حيث كانت الاستجابة السريعة والكبيرة من قبل الشعب العراقي وابناءه الاشاوس تعبر عن عظم الفتوى و أهميتها وتمثل مدى ثقة المرجعية الدينية بالشعب العراقي . ان ظروف وتداعيات تأسيس الحشد الشعبي كانت صعبة جداً من حيث التسليح والتجهيز والتنظيم وعندما تستذكر ايام تأسيس الحشد يجب علينا ان لا ننسى جهد فصائل المقاومة الاسلامية عندما كانت تُقاتِل قبل انطلاق الفتوى بأشهر عدة في حزام بغداد وهياكل الفلوجة ودورها في استيعاب المتطوعين لتلبية الفتوى وتدريبهم وتجهيزهم وظمهم الى صفوفها بعد انكسار المؤسسة العسكرية التي كانت غير قادرة على استيعاب إعداد المتطوعين الكبيرة لذلك فان الحشد قاتل قبل أن يسمى وخرج للميدان قبل أن ينظم . ان العراقيين بصمودهم وتضحياتهم وبكل ما يمتلكون من إرث حضاري وتكامل قواته الامنية تمكنوا من هزيمة داعش التي كانت تحديا ليس للعراق بل للمنطقة وتحقيق نصر عالمي مدوي بأسم العراق . فإنجازات الحشد على الصعيدين السياسي والعسكري لا يمكن انكارها حيث اكتسب مشروعيته القانونية والدينية من البرلمان, والامتثال لفتوى الجهاد الكفائي , وبذلك يمتلك الحشد عقيدة ايمانية كبيرة لأداء التكليف الشرعي , فأفراده تطوعوا لإنقاذ العراق , فهو لم يتشكل من الاجبار ولا لغرض مادي بل ان افراده تنبعث فيهم روح التضحية وعشق الشهادة و كانو يتسابقون للشهادة من اجل الدين والوطن وحماية المقدسات لذلك وسموا بدمائهم الزاكيات خارطة الوطن الجديدة الذي اعيد رسم ملامحه بتضحياتهم والتي ستبقى نبراس التحدي والمقاومة والانتصار وإذا كان تأسيس الحشد الشعبي مثّل الترجمة العملية والواقعية لفتوى الجهاد الكفائي، فإن دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإسنادها الكبير والمحوري ، عبر مختلف السبل والوسائل، ساهم إلى حد كبير، في تفعيل جبهة التصدي لعصابات “داعش” وتعزيزها، وتسريع إلحاق الهزيمة بها وما الإشارات التي أطلقها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، خلال كلمته في الحفل المركزي لإحياء الذكرى السنوية التاسعة لصدور الفتوى وتأسيس الحشد، معبّرة ودقيقة، إذ قال إن “التحديات الأمنية، التي كان يواجهها العراق في السابق، باتت من الماضي، وإن الحشد الشعبي أصبح واحداً من بين أهمّ التشكيلات الأمنية التي تعتمد عليها الدولةُ والحكومة في مواجهة الأخطار المستقبلية اذ ان الحشد ووجوده ودوره المحوري والكبير في رسم السياسة الامنية للبلد وتدخله في الازمات التي كادت ان تقضي على الاركان الاساسية للدولة يثبت ان هذه الكيان الكبير في جسد العراق يجب ان يبقى شامخاً بتضحيات ابناءه الشهداء وبركات الجرحى الابطال وان يكون هو الثابت الوحيد الذي يعتمد عليه الجميع وان تكون صفحات التاريخ واضحة وان يعي ابناء المناطق التي كانت بيد داعش انه لولا ابناء الوسط والجنوب الاشاوس اصحاب الغيرة ما كانوا لينعموا بالامن والاستقرار …التضحيات يجب ان تحفظ رغم انوف الحاقدين . |