في المنطقة الخضراء ببغداد، توضع اللمسات الأخيرة على فندق «ريكسوس» الفخم بتمويل قطري، مما يسلط الضوء على الاهتمام الاستثماري المتزايد من دول الخليج. وتأمل حكومة رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، في استضافة زعماء دول الخليج وغيرهم من الوفود من الشرق الأوسط في غرف وأجنحة «ريكسوس» بغداد الفاخرة وعددها 470 غرفة وجناحا عند وصولهم لحضور قمة جامعة الدول العربية المقررة العام المقبل. وتسعى حكومة العراق إلى جذب مزيد من الاستثمارات من المنطقة من أجل اقتصاد تضرر خلال عقود من الحرب والاضطرابات؛ لكنه يستفيد من عائدات نفطية قياسية مما يساعد على تحفيز الطلب على السلع الاستهلاكية من السكان الذين يتزايد عددهم بسرعة ويقدرون بنحو 43 مليون نسمة على الأقل. ويشهد العراق، العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) هدوءا نسبيا منذ هزيمة تنظيم داعش في عام 2017، على الرغم من وقوع أعمال عنف متفرقة، وتمثل الصين وإيران وتركيا حاليا أكبر الشركاء التجاريين للعراق. وقال معتز الخياط، رئيس مجلس إدارة شركة استثمار القابضة القطرية التي تقف وراء مشروع ريكسوس إن :»هذا هو الوقت المناسب للاستثمار في العراق»، مشيرا إلى «قدرة الحكومة العراقية على بناء مشروعات ضخمة وجذب مستثمرين دوليين». واضاف، إن «العراق يتمتع بالأمان والانضباط بشكل أكبر. وإنه يعتقد أن بغداد ستكون واحدة من أهم العواصم العربية في خلال 25 عاما مقبلة». من جانبه قال محجوب الزويري مدير مركز دراسات الخليج بجامعة قطر، إن «السعودية وقطر والإمارات شرعت بعد ذلك في تعزيز العلاقات الاقتصادية مع العراق في محاولة لإبعاد بغداد تقريبها من البيئة السياسية العربية».. وفي مايو 2023، قالت السعودية إنها خصصت ثلاثة مليارات دولار للاستثمار في العراق عبر صندوق الاستثمارات العامة بالمملكة، وأعلنت لاحقا عن مشروع متعدد الأغراض بقيمة مليار دولار يشمل مكاتب ومتاجر وأكثر من 6000 وحدة سكنية. وزار أمير قطر بغداد في يونيو 2023، حيث وقعت شركة استثمار مذكرات تفاهم بقيمة سبعة مليارات دولار لتطوير مدينتين سكنيتين جديدتين وفنادق خمسة نجوم وصفقات لإدارة وتشغيل المستشفيات. وقال عبد العزيز الغرير رئيس غرفة تجارة دبي إن «العراق بلد ضخم ولديه إمكانيات كبيرة وربما أدركوا هناك أن الشريك الأكبر والأفضل لهم يجب أن يكون من المنطقة». وارتفعت الصادرات من أعضاء غرفة تجارة دبي 96 في المئة تقريبا في النصف الأول من العام الماضي. كما أبدت دول الخليج اهتماما متزايدا بقطاع الطاقة العراقي، واستحوذت قطر العام الماضي على حصة 25 في المئة في صفقة بقيمة 27 مليار دولار بقيادة شركة توتال إنرجيز الفرنسية لتطوير إنتاج النفط واحتجاز الغاز الذي يحرقه العراق حاليا، في حين وقعت شركة أورباكون القابضة القطرية مذكرة تفاهم بقيمة 2.5 مليار دولار لتطوير محطتين للطاقة يبلغ إجمالي طاقتهما الإنتاجية 2400 ميجاوات. كما وقعت شركة نفط الهلال، ومقرها الإمارات، العام الماضي ثلاثة عقود مدتها 20 عاما لتطوير حقول الغاز الطبيعي في محافظتي البصرة وديالى الجنوبيتين. وتعتزم شركة أكوا باور السعودية إنشاء مزرعة للطاقة الشمسية بطاقة إنتاجية 1000 ميجاوات. كما يعمل العراق على ربط شبكة الطاقة لديه بالكويت، وفي المستقبل بالسعودية.
|