محمد عبد الجبار الشبوط الانطباع الثالث: الشريحة المستهدفة تعلمت في الاعلام ان احدد الفئة او «الشريحة المستهدفة» في الخطاب الاعلامي. يشير هذا المصطلح إلى جزء معين أو مجموعة محددة من الجمهور الذي يستهدفه برنامج تلفزيوني، إذاعي، حملة إعلانية، أو أي نوع آخر من المحتوى الإعلامي. هذه الشريحة يتم تحديدها عادةً بناءً على معايير متنوعة مثل العمر، الجنس، المهنة، الاهتمامات، المستوى التعليمي، الحالة الاجتماعية والاقتصادية، أو أي خصائص أخرى تساعد في تحديد جمهور معين بدقة. الهدف من تحديد الشريحة المستهدفة هو تصميم وإنتاج المحتوى بشكل يلبي احتياجات وتوقعات هذا الجمهور المحدد، لضمان أكبر نسبة تفاعل واستجابة منهم. يمكن لهذا التحديد أن يساعد في تعزيز فعالية الإعلانات، زيادة نسب المشاهدة أو الاستماع، وبناء ولاء للعلامة التجارية أو البرنامج. بمعنى آخر، يساعد تحديد الشريحة المستهدفة في ضمان أن يصل المنتج الإعلامي إلى الجمهور الأكثر اهتماماً واستعداداً لتلقيه. وعلى نفس السياق سألتُ نفسي ماهي الشريحة المستهدفة في الحطاب القراني؟ اكيد سيكون الجواب سيكون: كل الناس. فالخطاب القرآني موجه إلى شرائح متعددة ويشمل جميع البشر دون استثناء، وذلك إلى جانب التوجه أيضًا إلى الجن والملائكة في بعض الآيات. القرآن الكريم هو كتاب هداية للعالمين، وهو يهدف إلى إرشاد الناس إلى الطريق الصحيح وتعليمهم كيفية عبادة الله والعيش في سلام ووئام مع بعضهم البعض ومع البيئة المحيطة. يتضمن القرآن تشريعات، قصصا، توجيهات وعِبَراً تهم الإنسان في جميع جوانب حياته، سواء كان ذلك الجانب الروحي، الأخلاقي، الاجتماعي، أو الاقتصادي. إذن، يمكن القول بأن الشريحة المستهدفة في الخطاب القرآني هي الإنسانية جمعاء، مع الأخذ في الاعتبار التنوع الكبير في الخلفيات الثقافية، الدينية، والاجتماعية للأفراد. الهدف هو تقديم رسالة عالمية تتعلق بالتوحيد، العدل، الخيرية، والسلام؛ رسالة تسعى لإرشاد الناس نحو فهم أعمق لمعنى الحياة وكيفية تحقيق التوازن والسعادة فيها. لكن التأمل والتعمق اكثر في فهم الايات القرانية سيكشف جوابا اكثر تحديدا عن الفئة المستهدفة في الخطاب القراني. كثيرا ما نطالع ايات مثل قوله تعالى:»وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ»، حيث تنتهي الايات بعبارة «لقوم يعلمون» او»كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ» (فصلت 3) او: «وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ» (الانعام 98) او «لقوم يتفكرون» او «لاولي الالباب» او ما شابه. هناك اذن تخصيص للشريحة المستهدفة بالخطاب القراني. نعم، العبارات التي تنتهي بـ «لقوم يعلمون» أو «لقوم يفقهون» في القرآن الكريم تدل على نوع من التخصيص للشريحة المستهدفة في الخطاب القرآني. هذه العبارات تُبرز أهمية العلم، الفهم، والتفقه في الدين والحياة. إنها تشجع على التأمل والتفكير في آيات القرآن وتستهدف الأشخاص الذين يستخدمون عقولهم للوصول إلى فهم أعمق للرسالة القرآنية. 1. *»لقوم يعلمون»*: هذه العبارة تدل على التشجيع على العلم وتقدير العلماء والمعرفة. إنها تستهدف الأشخاص الذين يسعون لزيادة علمهم وفهمهم للعالم حولهم والدين. 2. *لقوم يفقهون»*: تدل هذه العبارة على التشجيع على التفقه في الدين، وهو فهم أعمق للشريعة ومقاصدها. إنها تستهدف الأشخاص الذين يسعون لفهم الدين بشكل شامل والتعمق في فهم الأحكام والسلوكيات الإسلامية. بشكل عام، تعبر هذه العبارات عن دعوة القرآن الكريم للناس لاستخدام عقلهم وقلبهم في تأمل آياته. يُظهر هذا التقدير العظيم للعلم والعقل في الإسلام، ويؤكد على أهمية الاستجابة للخطاب القرآني بالفهم والتدبر، لا بمجرد القراءة أو الاستماع السطحي. إنه يدل على أن القرآن ليس فقط للقراءة، بل للفهم والتفكر في معانيه وتطبيقها في الحياة اليومية.وبجمع الانطباع الاول (الهدى) مع الانطباع الثاني (العلم) الى التخصيص الثالث يمكن الاستنتاج بان تلقي الخطاب القراني مشروط باعمال العقل به والتفقه به وغير ذلك من عبارات الادراك التي استخدمها القران وهو يصف الشرائح المستهدفه باياته. |