د.أمل الأسدي
قلنا في مقال سابق: إن الماكنة الغربية تسلط علی مجتمعاتنا نوعا جديدا من الإرهـ.ـاب وهو الإرهـ.ـاب القيمي، وتحدثنا عن تمظهرات هذا الإرهـ.ـاب ووسائله وغاياته، وقلنا إنه جزء من الحرب الناعمة علی هويتنا ومجتمعاتنا الإسلامية، أما اليوم فسنتحدث عن توظيف كاسـرات الحياء كأداة للإرهـ.ـاب القيمي، وكسر الحياء: هو الترويج إلی رذيـلة أخلاقية ما، يرفضها المجتمع؛ لأنها تناقض هويته ودينه وقيمه وفطرته السليمة، يتم توظيف النساء في ذلك- غالبا- لتقوم بالفعل المحظور مقابل المال، وهي بذلك تكسر الواقع السائد، وتكسر حياء النساء ـ أولا ـ ثم سائر فئات المجتمع، وقد يقوم رجلٌ بهذا الدور، لكن الاعتماد علی النساء أكثر، وقد تكون كاسـرة الحياء أو كاسر الحياء شخصيةً مغمورةً فتكتسب الشهرة بعد ما قامت به، ويستمر علی ذلك توظيفها في مزيد من الأعمال الدعائية الترويجية، وقد تكون شخصيةً مشهورة أصلا، فنانة أو إعلامية، أو عارضة أزياء أو بلوجر blogger ، أو إنفلونسر influencer أو يوتيوبر Youtuber، فيتم توظيفهم في عرض ماهو محظور أو مرفوض من قبل المجتمع؛ لأنه يتعارض مع منظومته القيمية. وأحيانا تكون كاسرة الحياء شخصية مغمورة وتبقی مغمورة حتی بعد أدائها العمل المكلفة به، أو تتخفی وتظهر بمظهر آخر في عمل آخر، وزي آخر وشكل آخر، والغريب أنهم حين يروجون لفعل غريب أو محظور أو مرفوض، تجد أن عملهم يُغطی من قنوات فضائية، ولايلتفت المشاهد حينها إلی مسألة حضور هذه القناة أوتلك وتغطيتها لهذا الحدث، وبإمكان المتلقي تذكر نماذج كثيرة ظهرت في السنوات الأخيرة ولاسيما في أيام احتجاجات تشرين!! ولايقتصر كسر الحياء علی القيام بأفعال خادشة للحياء، فقد يكون الفعل متعلقا بالترويج لفكرة أو نشاط يستهدف الهوية( الدينية أو الوطنية أو الثقافية..الخ) علی سبيل المثال الترويج للحج الإبراهيمي الذي يضرب الهوية الإسلامية ويستهدف ركنا من أركان الدين ويمهد لنسفه، ثم نسف مكانة الكعبة المشرفة ورمزيتها، وحضورها الواقعي في حياة المسلم، وقد أظهرت قناة الشرقية رجلا وامرأة يحجان الی زقورة أور، ويروجان لفكرة الحج الإبراهيمي الذي تسعی اليه الماكنة الصـ.ـهيونيـة، وتريد إشاعته وتطبيقه في العراق ودول المنطقة عموما. وفي الحقيقة إن أغلب أفعال كسر الحياء في المجتمع سواء كانت خادشة أم غير خادشة، ترتبط بموضوع واحد أو قضية واحدة تسعی الی تحقيقها المنظومة السلطوية الغربية من أجل السيطرة علی مقدرات الشعوب عبر تفتيت هويتهم وانسلاخهم من منظومتهم القيمية الأخلاقية، وفي إطار ذلك كله يتم التركيز علی المرأة، لماذا؟ لأنها أساس الأسرة، فإذا صلحت؛ صلحت الأسرة ونشأت متعافيةً حتی وإن كانت الظروف المحيطة بها قاسية!! وإذا فسدت المرأة؛ فسدت الأسرة وتفككت، وبتراكم حالات التفكك الأسري، يتفكك المجتمع، وتتفتت هويته ويضعف نسيجه، لهذا تجد هذه الآونة تصاعدا في ترويج المحتوی الذي يمس بنية الأسرة ويغتال أمنها، عبر توظيف كاسرات الحياء، ومن ذلك الترويج للشذوذ والترويج للعلاقات المحرمة، والتحريض والحث علی العنف وغيرها من الموبقات والمحرمات التي من شأنها ضرب الهوية وتفكيك الأسرة والمجتمع، وهنا أدعو المجتمع كله، وأدعو المؤسسة الدينية وأدعو الدولة ومؤسساتها لمتابعة هذا الاستهداف وردعه ومكافحته؛ فمجتمعنا وعلی الرغم من كل المؤامرات مازال متعافيا محافظا علی قيمه الأصيلة، وإن كان هناك بعض الانحرافات فهي حالات معدودة لايخلو منها أي مجتمع، بلحاظ أنه لايوجد مجتمع ملائكي، وإنما يوجد مجتمع تضبطه القوانين وتنظم سياقاته بالشكل الذي يحرص علی تنميته ووعيه ويحافظ علی هويته وبنائه.
صباحكم أمان بعيدا عما أُثير حول أسئلة مادة اللغة العربية للصف السادس الابتدائي، نقلت لي صديقتي مشهدا جميلا، غمرني بالإيجابية، تقول: وزعنا الأسئلة علی التلاميذ، وإذا بتلميذة تقول بصوت مسموع وابتسامة: مادام الأسئلة بدت بسم الامام علي؛ لعد كلنا ناجحين ان شاء الله!! تقول: طلبتُ منها عدم التحدث، وأنا مبتسمة ومتفائلة بكلامها، وكذلك التلاميذ بدت الابتسامة علی وجوههم، وظهر الارتياح! تُری كيف حولت هذه التلميذة الامتحان الی طقسٍ عبادي؟ وكيف اقتنصت هذه الإشارة؟ وما السر في اسمكَ؟ نزور حروفه مع الضعف والحزن، ونخرج منه بالقوة والسكينة!! وإلی أي حدٍّ وصلت علاقتنا بأمير المؤمنين(ع) حتی أصبح حاضرا معنا في يومياتنا؟ حتی الطفلة الصغيرة تلهج باسمه مُستفتِحةً مُستبشِرة!! نعم، إنه أبونــــا! وقد قال رسول الله (صلی الله عليه وآله): (يا علي، أنا وأنت أبوا هذه الأُمّة) |