د.أمل الأسدي تخيل أن تكون أُمنيتك الموت قبل أن يموت أيّ فردٍ من أفراد عائلتك!! هكذا كانت أمانينا في عراق الحروب والانتصارات الزجاجية والتقارير الصفراء، وهذه أُمنيتكَ التي تحققت سريعا! حتی أنا، حين كنت طفلة، كنت أبكي يوميا وأتوسل الله أن يستثني عائلتي من القاعدة الثابتة، إذ كنتُ أظن أن هناك قانونا علی كل عائلة، وهي أن يستشهد أحد أبنائها!! تخيل أن يفكر الطفل بهذه الطريقة! تخيل حجم المأساة التي كُنّا نعيشها!! أنت؛تحققت أُمنيتكَ، وأنا لم أستطع الحصول علی الاستثناء، فسيوفهم ماضية، مولعة بابتلاع أنفاسنا المُسبِّحة بمحبة علي الكرار!! ولم أستطع يوما نسيان تفاصيلك، وجهك، ضحكتكَ، حنانك، غيرتك، صدقك، طيبتك، علمك...الخ الصدرية البيضاء الأنيقة، سلطة «الشوندر والخس»التي تحبها، البيض والبصل ولمة الريوك يوم الجمعة، الاكل بالطاوة بعد الفرگاعة، كوب الچاي وشكره الزايد، عطرك الجاكومو، تمن التاچينا، الحليب والكاكاو بالشتا وباكواب روميو وجوليت... كل شيء أتذكره وكأنه حدث اليوم!! رحلتَ صائما والتحقت بمن تحب وتوالي، فلم يترك لسانك أسماءهم!! ولم ينس قلبكَ مودتهم... حتی صمت وأعلن موعد الرحيل القسري!! ـ كن واثقا يا أخي، أن يوم 26/ 10/ 1996 يومٌ لا يُنسی بالنسبة لي، حتی يصمت قلبي ويلتحق بصمتكَ!! ((وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ * بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ)) فالسلام عليكَ يا أخي، ستردها حتما!! فأنت المؤمن الذي يرد التحية وأنت الخلوق المهذب، صاحب الوجه الباسم ستردها... ولن أسمعها!! فهذه قوانين نافذة!! هذه( أمل) قد سلمت عليك، فقل هلا بـ(أمولتي) كما كنت تناديني!! |