سما حسن لماذا تعتبر النساء أن الطلاق نهاية العالم، ولماذا لا يعتبرن الطلاق مثل طبخة احترقت فوق الموقد، فوجب أن تلقى في القمامة، وعليهن الشروع في إعداد طبخة جديدة، بل وتهوية أرجاء المطبخ من رائحة احتراق الطعام الخانقة، بفتح الشبابيك ومحاولة تجديد الهواء قبل عودة الصغار من المدرسة خصوصاً. ولماذا كل هذا الإصرار على نشر الفضائح الزوجية، وأسباب الطلاق ولصق الاتهامات بالطرف الآخر، وبمساعدة عالم «السوشيال ميديا» حاليا، بحيث لا يبقى سرّا مستورا، وكأن الزوجين يعملان بمقولة إذا اختلف اللصان فسيظهر المسروق قطعا، وكأن حالة طلاق المغنية شيرين عبد الوهاب نموذج ساطع لصدق هذه المقولة. لماذا تتأثر المرأة أكثر بالطلاق من الرجل؟ ولماذا لا تشرع سريعا بإعداد طبخة جديدة، بعكس الرجل الذي قد يلتهم ما يسد رمقه، ولا يبكي على اللبن المسكوب ولا الطعام المحترق، في حين أن المرأة تبدأ مع ورقة الطلاق معركة جديدة، هدفها أن تخبر الجميع بأنها كانت مظلومة أو أنها أساءت الاختيار وتحملت كثيرا من أجل الأطفال؟ تصدّرت أخبار المغنية شيرين عبد الوهاب الساحة، خصوصا في ما آل إليه حالها ومظهرها الخارجي بعد الطلاق، فقد اكتسبت وزنا زائدا وملحوظا، ما جعلها عرضة للسخرية والانتقادات، كما أنها، وبعفوية أو لقلة دراية وتخطيط منها، كشفت عن تلقيها علاجا نفسيا على يد طبيب شهير، حضر أول حفلاتها بعد الطلاق، وفيما ذهبت الأقاويل إلى أن هذا الطبيب متخصص في العلاج من الإدمان بصوره كافة، وبهذه الحركة غير المقصودة أو المقصودة من شيرين عبد الوهاب، فهي قد عزّزت مفهوم أن الرجل هو نهاية الحياة بالنسبة للمرأة، وهو ما حاولت أن تثنيها عن ترسيخه داخلها زميلتها ميار الببلاوي، التي تعرّضت لهجوم بسبب نصيحتها لها المباشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بأن عليها أن تهتم بنفسها وبأطفالها. من الواضح أن شيرين عبد الوهاب قد عانت بعد الطلاق، وهي نموذج لنساء كثيرات يرين أن الطلاق هو النهاية. وتُمكن الإشارة إلى ملاحظة صغيرة، هي أن المرأة التي تختطف رجلا من امرأة أخرى ثم يطير من بين يديها تشعر بفداحة المصاب أكثر من أي امرأة أخرى، لأنها تكون قد عانت كثيرا حتى استطاعت اصطياده، ويبدو أن الحديث عن الصيد والقنص بالنسبة للأزواج يقلل أيضا من قيمة المرأة، ويحصر أهدافها في الحياة في مسمى رجل مهما كانت عيوبه، ومهما كانت المعاناة في العيش معه، وقد ذهبت جدّاتنا قديما إلى القول إن موت الرجل بالنسبة للمرأة أهون كثيرا بالنسبة لها من أن تحصل عليه امرأة أخرى. |