عبد الخالق الفلاح عندما يتحلى الانسان بالصبر يعني قدرته على قبول أو تحمل التأخير أو المشقة والمعاناة من دون أن يتملكه الشعور بالغضب أو الاستياء، هذا الذي نعرف عنه والذي تعلمناه في حياتنا، ان حكم اختلاف البشر بتجاربهم ومحنهم في الحياة، تحدد مفهومهم لكلمة الصبر، والتأمل بالحكمة «الصبر مفتاح الفرج» نجد أن الصبر يعتبر مدرسة، فهو يقوينا ويجعلنا نجدد من أنفسنا، ونظرتنا للكون ولأنفسنا؛ بل الإيمان يقوى بالشدائد والصبر؛ وبالصبر نرتقي الى الدرجات الإيمانية العالية، ونحقق مطالبنا الدنيوية والأخروية، وتقول الايات القرآنية الكريمة...»إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ” (سورة يوسف 90) فعندما نلمح مثلا شخص عاش تجربة مريرة كلها صبر ومشقة وتحمل شدة الحياة، نجد أنه فعلا حز شيء في قلبه تجاه مفهوم الصبر والتجارب المؤلمة التي لم يستطع أن يتخطاها جعلته يتخذ موقفا دفاعيا إن لم نقل موقفا هجوميا، فهذا شيء طبيعي في النفس البشرية، نخاف مما آذينا فيه من قبل ونتمنى أن لا تكرر تجربتنا المؤلمة، وكما يقول المثل الكويتي «من عضه الداب لا يأمن الحبل». ان المفهوم الرافض للصبر، وللصبر حدود ”كلها، أعطت صبغة خوف وترقب من أي تجربة مؤلمة، وهذا الخوف هو ما يزعزع إيماننا بأنفسنا ويؤثر على صبرنا وثباتنا عند المحن، في كثيرة من الاحيان تعمق الضغوطات النفسية، ككلام الناس اللاذع كالسم، في الألم والمعاناة، ليزيد الحياة المادية والجسدية معاناة نفسية وآلام صعبة. في أحيان يمكن تخطي وتنظيف الجروح النفسية القديمة إذا عرفت مصدرها من قلبك وعملت على ذلك، بحبك للمسامحة من جرحك.. مما يعطيك من قوة ودفعة من الطاقة تعينك على الصبر، لذلك يجب المحاولة دائما للتخفيف من حمل الضغوط النفسية عبر الإسترخاء وتصالح مع ذات والصفح عن من أساء إليك لذلك تقول الاية الكريمة. مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ”سورة النحل 96. ولا يعتقد من ان هناك انسان تكون حياته اليومية خالية من الانزعاج والغضب، لذا الصبر جميل على ما ناب من حدث حتى يأتيك الروح والفرج القريب والاستياء جميل عندما يتحلى الصابر بمثل هذه الصفة الجميلة: ويقول الشاعر اما في رسول الله يوسف اسوة.. لمثلك محبوس على الظلم والإفك. من المعلوم أن اي قراءة طبيعة الأزمات الناجمة عن تطورات وأحداث عديدة ومتلاحقة، تساعد كثيراً في الوصول الى الاهداف وفك العقد، وفقاً للقواعد الحاكمة للصراع والذي نشاهده اليوم في العراق من اسباب قد تؤدي الى حدوث فوضى وكوارث الشاملة لعدم التريث في ايجاد الحلول للمشاكل وإيجاد تفسير مقنع لها وهي في الحقيقة سياسة متهالكة وجدت ان الكثير منها يعود الى عدم انتهاج سبيل الحكمة من قبل الاطراف السياسية المتشابكة او الاطراف المتنازعة. |