السوداني: ضرورة التزام سائقي الشاحنات بالوزن المحدد وتطبيق قوانين الحمولة الزائدة AlmustakbalPaper.net السيد الصدر يدعو لفتح حوار مع الجارة التركية لزيادة حصص العراق المائية AlmustakbalPaper.net وزير الداخلية: ماضون بدعم الشرطة المجتمعية وتطوير قدراتها وتوسيع دوائر نشاطها AlmustakbalPaper.net رئيس هيئة الإعلام والاتصالات: التوقيع الإلكتروني خطوة استراتيجية نحو عراق رقمي آمن AlmustakbalPaper.net الدفاع المدني: التعاقد مع ثلاثة مناشئ عالمية لتصنيع مركبات تناسب الحوادث بالعراق AlmustakbalPaper.net
ابو ياسين المفكر المظلوم
ابو ياسين المفكر المظلوم
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
محمد عبد الجبار الشبوط
في يوم ١٧ مايس من عام ٢٠٠٤ استشهد الرئيس الدوري لمجلس الحكم الداعية المفكر البارز عز الدين سليم المعروف بابي ياسين (١٩٤٣-٢٠٠٤)، في احدى عمليات تنظيم القاعدة الارهابية الطائفية. ومنذ ذلك الحين اصبح اليوم المشؤوم مناسبة لا للحزن على ابي ياسين فقط وانما لاماطة اللثام عن بعض الجوانب المؤلمة في تاريخ حزب الدعوة الاسلامية. عز الدين داعية قديم، انتمى الى حزب الدعوة في مطلع شبابه، حاله كحال معظم الدعاة القدامى، واعتقل، وحكم بالاعدام، وهرب الى الكويت، ومنها الى ايران بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران. وفي ايران، غادر حزب الدعوة المرحلة السرية، بعد حوالي ٢٠ سنة من تأسيسه على يد ثلة من العلماء والمثقفين الذين استشهد الكثير منهم قبل الانتقال الى المرحلة السياسية العلنية، ولم يبق الا القليل من الاباء المؤسسين، واصبح لزاما على الجيل الثاني او الثالث من الدعاة المشاركة في قيادة الدعوة في مرحلتها الجديدة. وهنا بدأت وجهات النظر تختلف بين الدعاة حول المسائل الجديدة التي افرزتها المرحلة السياسية، والانتقال الى ايران. ومن هذه المسائل قضية القيادة في الحزب، وولاية الفقيه، والعلاقة بالجمهورية الاسلامية الايرانية الجديدة، وغير ذلك. وهذه ليست المرة الاولى التي تشهد فيها الدعوة خلافات بين قياداتها و اعضائها. فكان هؤلاء كثيرا ما يختلفون ولا يجدون طريقة لتسوية هذه الخلافات للمحافظة على وحدة الحزب وتماسكه؛ ولهذا تعرضت الدعوة الى سلسلة من الانشقاقات منذ وقت مبكر من تأسيسها الى اليوم. وهذه ظاهرة بحاجة الى دراسة منفصلة لاهميتها. 
المهم إن شهيدنا كان من رموز الانشقاق الاول في الساحة الايرانية وكانت احدى المسائل التي ادت الى الانشقاق هي قضية القيادة في الحزب وكيف تنبثق عمليا، وهل تظهر القيادة بالتعيين (او الانتخاب) او التعيّن. 
كشف الخلاف بين ابو ياسين ومجموعته من جهة وبين بقية جسم الدعوة من جهة ثانية، عن ظاهرة غريبة في السلوك الحزبي للدعوة سوف اطلق عليها اسم «القسوة في الموقف الحزبي من الاخر». وقد كان ابو ياسين ضحية هذا الموقف السلوكي الذي يفتقد الى الكثير من الاخلاق الاسلامية المفترض الالتزام بها بين «المؤمنين» انطلاقا من قوله تعالى: «انما المؤمنون اخوة». كان ابو ياسين كاتبا اسلاميا مرموقا غزير الانتاج، ومفكرا اسلاميا عميق الغور، ومثقفا اسلاميا واسع الاطلاع، هذا فضلا عن سابقته وجهاديته وتضحياته والتزامه السلوكي واخلاقه الرفيعة. وما كان لمثله ان يتعرض للاضطهاد والمظلومية والابعاد والتسقيط كما تعرضه له من قبل اخوة الامس ورفاق الطريق. كان ينقص الجيل الثاني من الذين تصدوا لقيادة الدعوة القابلية على استيعاب التحولات الفكرية والسياسية التي تعرض لها جسم الدعوة من جهة، والبيئة السياسية المحلية والاقليمية والعالمية المحيطة بالدعوة من جهة ثانية. كان الامر يتطلب قدرا من المرونة الفكرية والسياسية والتنظيمية لم يكن بمقدور الجيل الثاني ان يوفرها في اجواء الدعوة وبنيتها الداخلية. ولهذا كان من شأن اية فكرة جديدة او رأي مبتكر ان يسبب اهتزازا داخل الدعوة وغالبا ما يؤدي الى انشقاق. حصل شيء مشابه في اواخر الستينات حين كانت القيادة المؤسسة ماسكة بزمام الامور، ولكن بعد غياب هذه القيادة حصل انشقاق بين الدعاة. وقد تكرر الامر عدة مرات. لا اقصد ان هذا هو السبب الوحيد لانشقاقات الدعوة، لكنه كان ومازال من الاسباب المؤثرة بقوة بهذه الانشقاقات دون ان انفي وجود اسباب اخرى قد لا تقل قوة عن هذا. لكن ما اعنيه في هذه المناسبة هو عدم قدرة الدعوة على استيعاب الافكار التجديدية عدم التكيف وجمود فكر ومؤسسة التنظيم وثبات المقولات السياسية الاولى مما جعل المتمردين عليها يجدون انفسهم خارج الحزب انشقاقا او خروجا او تجميدا او ابعادا، مما حرم الحزب من الاحتفاظ بكوادر مثقفة قوية اثرت بخروجها على الحزب وانكمشت قاعدته الجماهيرية؛ فضلا عن غياب صيغة ديمقراطية او شوروية حقيقية تخطط للمستقبل لا لمحاباة الشخصيات النافذة التي كان لها رصيدها التاريخي لكنها لم تعد مواكبة للحاضر فضلا عن التكيف مع المتغيرات والتخطيط للمستقبل .

رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=71341
عدد المشـاهدات 732   تاريخ الإضافـة 19/05/2022 - 10:16   آخـر تحديـث 17/09/2025 - 06:03   رقم المحتـوى 71341
محتـويات مشـابهة
رجال من بلادي.. احمد نايف ابو زعيان.. انموذج الدبلوماسية ورجل المرحلة المقبلة
لجنة حكومية لمعالجة مخالفات السكن.. ومجلس بغداد يقترح تخفيض غرامة الابواب لـ250 ألف دينار
شمول 9 مناطق في بغداد بتحويل السكن الزراعي الى «طابو» في نهاية العام
منظومة العيون الاربع ودبلوماسية حياكة السجاد على ابواب مسقط
تصل إلى 500 مليون.. المركزي يوضح تفاصيل مبادرة منح القروض لمعامل الطابوق

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا