ابراهيم المحجوب «ما أسهل الحديث عن الصبر عندما لا تكون المصيبة مصيبتك»، مقولة قالها احد الزعماء ونرى اليوم ما اكثر من يقولونها من شيوخ عشائر ومسؤولين ووجهاء قوم عندما يقومون بموضوع تصالحي بين طرفين فقد احدهم أحد افراد عائلته نتيجة نزاع معين او حادث سببه قضاء وقدر. عندها نقوم نحن ما ونسمي أنفسنا بطرف ذلك يشاركنا شيوخ العشائر بالضغط والطلب من صاحب المصيبة ان يتنازل عن دم فقيده مقابل الدية… وهنا تكون كل الاطراف غير المتنازعة او الساعين لحلحة القضية والذين نسميهم طرف ثالث في موقف الساعي للسلام والخير وهذا شيء مفرح للجميع فالصلح والتسامح مطلوب والموت امر من رب العزة وانما هناك اسباب عديدة له وكـــــما قيل تتعدد الاسباب والموت واحد.. وان موضوع الدية امر شرعي وهو تأكيد للمواقف الشرعية وخاصة في القتل غير العمد مثل حوادث السيارات والحرائق والغرق وغيرها من المسببات بأسباب تحسب على منهاج القتل غير العمد… والفرع الاخر المتعلق بالموضوع ايضا عندما نذهب لمجلس عزاء اي انسان ونجد اهل المصيبة متأثرين لفقدان شخص عزيز عليهم ونرى قسم من المواسين او ما نطلق عليهم المعزين يتلفظون بكلمات ربما بسيطة على اللسان ولكنها موجعة على الطرف الآخر فكلمة اصبر نقولها لصاحب المصيبة وهذا امر الله وان الله مع الصابرين والبقاء لله او يلفظها البعض بطريقة الخطأ البقاء في حياتكم.. كل هذه الامور نقولها ليس من باب ان درجة ايماننا وصلت الى اعلى درجات الايمان ولكن نقولها لان المصيبة ليست مصيبتنا فعندما نشارك بمجلس تصالح وقد دهست سيارة او احترق محل معين او سقط سياج على طفل اوشاب او كبير في السن وينجمع وجهاء القوم وحديثهم عن المصيبة مجرد كلام وصاحب المصيبة تغلي الدماء في عروقه وقلبه يتفطر دماً وذاكرته مليئةً بالاحزان وما يشعر فيه من آلام في هذه اللحظة.. ونأتي ولا نعرف حجم كل هذه الاشياء ونقوم بالقول ما قاله سلفنا دون مراعاة للتخفيف بصورة حقيقية.. وانني ارى ان اغلب مجالس عزائنا او مجالس الصلح اصبحت مع الاسف لالغاء الشعر والمدح والمناقشة عن نوعية القهوة ونوع الطعام وحجم المنسف (الصينية). وان شعاراتنا عن الصبر مجرد بداية حديث مع صاحب المصيبة حتى ندخل في مواضيع مجادلة اخرى منها سياسي عن تشكيل الحكومة ومنها ديني عن حور العين ولهذا اصبحنا وبدون شك من القوم الذين تنطبق عليهم هذه المقولة (ما اسهل الحديث عن الصبر عندما لا تكون المصيبة مصيبتك).
|