ماجد عبد الغفار الحسناوي قبل الخوض في المكنونات التفصيلية لسمات الرجال وتأثيرهم في نفـــــــوس الناس ومنها الصبر والتواضع والثبات على المبدأ والثقافة والصدق مما يشكل أكثر نداً من الأسلحة المتطورة ولا تغويه مغريات السلطة والمنصب الذي وضع أمانة في عنقه، فالمــــــواقف هي التي تفرز الرجال عن الذكور، وفي معركة الطف وقف الإمام الحسين (ع) يناشد عشرات الآلاف من الذكور في معسكر الأعداء ويذكرهـــــم ليصبحوا رجال ولم تكن هناك إستجابة إلا العشرات من رجاله الأبطال، وأغلب الذكور المتملق والانتهازي ومساح الأكتـــــاف يسعى لنيل رضا مسؤوله والحصول من بركاته وكانهم مهرجين يدعون العفة والورع ويتخلفون عن زعيمهـــــــم أو مسؤولهم في أول منازلة، فالرجال خلدهم التاريخ والذكور لعنهم ونساهم لمواقفهــــــم وهناك ذكور تحولوا إلى رجال حسب المهمة والموقف ولنأخذ الحر بن يزيد الرياحي قائد كتيبة حاصر الإمام الحسين (ع) في واقعة الطف ومنعه من التقدم الى الكوفة أو الرجوع إلى المدينة ولكن في ساحة الوغى واشتداد المنازلة أثبت رجولته وانظم واستشهد في معسكر الحق والرجل يرى صورته في أعين الناس لا بعينه، وهناك بالعكس رجال تغيروا إلى ذكور، بعض القيادات التي تحيط بالإمام الحسين (ع) تخلت عنه في المــــــنازلة وانضمت الى جيش معاوية، والإمام علي (ع) كان يؤكد النوعية من الرجال وليس الكم من الذكور ويقول (ع) لا يزيدني كثرة الناس عزه ولا تفرقهم عني وحشة ما دامت مع الحق والحق معي وفي يومنا هذا الكثير من يغير ثوبه حسب مصلحته يصفق لهذا الحاكم ويمدح ذاك من صفق للزعـــــــيم عبد الكريم قاسم وحين انتهاء المرحلة رقص للبعث المقبور وسقط النظام المباد هلهل وغــــــرد للعراق الديمقراطي الجديد، هؤلاء لا يهمهم النظام سواء كان وطني او خائن او ظالم ولا يسعوا لتضميد جراحات وطن ويجب بناء النفس لخلق رجال امناء هدفهــــــم حب الوطن والسعي للارتقــــــاء به بجهاد الطالب وتفوقه في مدرسته والموظف خدمة الناس في دائرته والتصدي للمفسدين لخلق جيل من رجال يشيدون بيتاً قوياً يواجه الرياح العاصفة لا من ذكور يســـــعون لانهيار الوطن. |