كتب / المحرر السياسي

بغداد فتحت ذراعيها لابنائها المخلصين ، احتضنتهم بدفء محبتها ،رغم جراحها وحلكة ليلها المظلم وآهات وانين مغدوري وضحايا القتل الفوضوي الممنهج على وفق خطط خبثاء المحيط الاقليمي  ، الذين ارادوا لبغداد انت تحترق باهلها وثيابها واغراق احلام اهلها بمياه دجلة الخير  ، هنا انتفض الغيارى وشمروا عن السواعد وتحدوا الموت اليومي المجاني ، وادوا صلاة الوفاء في محراب بغداد ، وربما تكون الصدفة قد اخذت على عاتقها ان يتطابق اسم امينها مع كل معاناتها وتحدياتها وصبرها ليكون صابر العيساوي ...امينها ومؤتمنها  ، سنين عجاف وايام مرة ...لم تمنع الصابر صابر ان يفترش طرقات بغداد مع اول زقزقة لعصافير حدائق  ابي نؤاس ومع اول صفقة لاجنحة نوارس دجلة الى مساءات وليل العاصمة المغدورة والمغتصبة ...وهكذا مرت اعوام تنفست فيها بغداد نسائم صباحات التغيير والتطور وبدت ملامحها تترائى لمحبيها عمرانا ومشاريعا نفضت  غبار الاهمال عن وجه العاصمة  الحبيبة التي ترك النظام السابق في جميع بناها التحتية اجراس خطر بسبب تقادم وانتهاء عمر هذه البنى من محطات صرف صحي ومياه شرب وطرق وجسور وانفاق وطرق سريعة ، بعضها منظور والاخر لايفقه الكثير من الناس بما فيهم بعض البرلمانيون والسياسيون الذين كانوا ابطالا في تعطيل عجلة النهوض ببغداد ، حيث جعلوا من مصالحهم الضيقة وتفاهات عقولهم حجر عثرة امام كادر امانة بغداد وامينها ،فبدل ان تنتفض غيرتهم على عاصمة العراق ودار السلام  ومآل اليه حالها باتوا يدبرون المكائد وينسجون خيوط التآمر القذر مستغلين انتمائاتهم التي لفظتهم لاحقا بعد ان بان زيفهم وازكمت  الانوف رائحة اطماعهم المريضة للحصول على مكاسب شخصية دنيئة ، وقف صابر العيساوى سدا منيعا  امامها ، وكلنا يتذكر لحظات الاستجواب الشهير الذي وقف فيه صابر وكادر الامانة داخل قبة البرلمان مدافعين عن بغداد ومشاريع النهوض بواقعها، ليكسبوا معركة الحق ضد الباطل في مشاهد عرضت امام اعين ملايين العراقيين بالداخل والخارج  ،وهكذا استمرت مسيرة الاعمار والتغيير في ظل صراع مرير لم يشهد له تاريخ العراق نظيرا ، وتحققت الكثير من المنجزات على ارض الواقع واشرقت شمس التغيير  على ربوع العاصمة بغداد وعادت الحياة الى ازقتها واحيائها وتنفس اهلها الصعداء واستبشروا خيرا بالصابر صابر وكادره من مهندسين وفنيين واداريين وعمال وموظفين ، لكن ابتسامة بغداد اغاضت السراق والمنافقين وحرامية التغيير ليرفعوا من جديد  معاول الهدم والحقد والانانية  تحت قبة برلمان الشعب ، متعكزين على الوضع السياس غير المستقر وحداثة عهد الكثير من المسؤولين 

في المعترك الديمقراطي الذي حولوه الى منابر للزعيق والنعيق مستدرين عطف الكثير  من البسطاء والجهلة لتكتمل مشاهد مسلسل ذبح بغداد في مسلخ المصالح الشخصية والحزبية التي لايروق لاصحابها صور الجمال والحياة  لان عيونهم تعودت على  مناظر الخراب والدمار ، وهذا ديدن السراق والجهلة ، واولهم ذوي القربى الذين كان حالهم كالنعامة (.........) . 

ان الكل يعرف وهذه حقيقة تاريخية مثبتة بالوثائق  والادلة التي تحتفظ بها  امانة بغداد ودوائرها ، ناهيك عن ماهو موجود على ارض الواقع ويلمسه المواطن بشكل مباشر ويومي ،هو ان كل مشاريع البنى التحتية  كالماء والمجاري والمجسرات والمساحات الخضراء والاستثمارات وحتى الاعمال الفنية مثل اعمال المرحوم محمد غني حكمت وغيره من الفنانين الكبار انجزت في وقت امين بغداد الدكتور صابر العيساوي ، واللافت للنظر  ان ثلاثة امناء وسبع سنوات كانت سنين عجاف على بغداد واهلها حيث لم يتم خلالها انجاز اي مشروع جديد يخدم العاصمة ، بل الادهى والامر ان الامناء الذين تعاقبوا على ادارة الامانة  لم يتمنكوا حتى من اكمال بعض المشاريع غير المكتملة ، لتظل بغداد تحن لايام العيساوي وكادره وايام انجازاته ممنية النفس ان يأتي من هو قادر على تكملة مسيرة البناء والاعمار..

  ولنا عودة بالارقام  والوثائق .