السوداني يؤكد إعداد الخطط والآليات لإعادة اعمار نينوى وتوفير الخدمات وتحقيق التنمية AlmustakbalPaper.net الشمري يوجه بتنظيم السير في طرق الزائرين ومنع حصول الحوادث المرورية AlmustakbalPaper.net رئيس الجمهورية يؤكد أهمية تطوير العلاقات مع الولايات المتحدة بما يحفظ سيادة البلاد AlmustakbalPaper.net المالكي يؤكد أهمية إقرار قانون الحشد الشعبي AlmustakbalPaper.net التخطيط تستثني نوعين من شرط المواصفة العراقية للسيارات المستوردة AlmustakbalPaper.net
اسـتـعـادة الـشـعـر
اسـتـعـادة الـشـعـر
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
مفيد نجم 

المفارقة العجيبة في المشهد الشعري العربي الراهن أن الوفرة الكبيرة في كم الأسماء الشعرية يقابلها انحسار واضح في جماهيرية الشعر وانتشاره وموقعه في الحياة الثقافية العربية. الدفاع عن مشروعية هذه الوفرة وحقها في الكتابة، هو تجاهل للأسباب الموضوعية التي أسهمت في بروز ظاهرة الكساد الشعري، وتأثيرها على عملية تلقيه وقيمته الجمالية.إشكالية هذا الواقع لم تعد تتمثل في حق هذه الأسماء في الكتابة والتجريب أو عدم مشروعية ذلك. ما آل إليه واقع التجربة الشعرية وتلقيها في الحياة الثقافية هو المعني بالبحث والإجابة عن سؤال هذا الواقع. ليس للنقد سلطة على الإبداع شعرا كان أم رواية أم قصة، وهذه ليست وظيفته إن كان هناك أصلا من يعترف له بهذه الوظيفة. المشكلة تتمثل في حالة التردي والفساد الثقافي المنتشر، بوصفه امتدادا ونتاجا لحالة الفساد السياسي والاقتصادي في المجتمع ومفهوم السلعة في السوق.
ثقافة السوق والاستهلاك على مستوى الإنتاج الثقافي في عصر العولمة ساهمت في تكريس هذه الظاهرة. الشعر العربي ليس استثناء فالمشكلة تتجاوزه إلى الشعر العالمي أيضا. في إطار ثقافة السوق لعبت المنصات الإلكترونية للنشر ووسائل التواصل الاجتماعي دورا كبيرا في تضخم هذه الظاهرة، ما ألغى ما تبقى للناقد من سلطة معرفية وأدبية على الشاعر. كذلك أسهم غياب الكفاءات الأدبية المشرفة على المجلات والصفحات الثقافية في تعزيز ذلك.
من جانبه آثر الناقد وسط هذه الهمروجة الشعرية الانسحاب من هذا المشهد. الكتابة النقدية التي لا تمدح عرضة للهجوم والتشهير بصاحبها. لا أحد يريد أن يسمع ما لا يعجبه مهما كانت تجربته متواضعة، حتى لو كان بحاجة إلى إعادة تأهيل لغوي. كل هذا جعل سوق الشعر لا يختلف عن سوق الاستهلاك، لكن المفارقة أن الأخير لديه من يقبل على الاستهلاك، بينما هنا كساد شعري واضح.
الوجه الآخر للمشكلة أن هذا الكم الوافر من الأسماء يستهلك من رصيد الشعر الثقافي والجمالي في الذاكرة والوجدان الجمعي. أيضا هذا الاستهلاك ينعكس سلبا على أصحاب التجارب التي تمتلك مشروعها الشعري على المستوى الجمالي والفكري. العربات الفارغة هي الأكثر ضجيجا عندما تسير على الطرقات. وسط هذه الضوضاء الشعرية تضيع الأصوات ويختلط الحابل بالنابل، والخاسر الوحيد هو الشعر والشاعر الحقيقي ابن التجربة والمشروع الشعري الواضح الرؤية.
لم يكن ينقص الشعر هذه الضوضاء لكي يضيع في زحمة الحياة الثقافية العربية، أو يواصل الشعراء المبدعون هجرتهم المتواصلة نحو الرواية. لقد فسد الشعر فبماذا نُملِّح لغة العرب.
رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=28908
عدد المشـاهدات 2888   تاريخ الإضافـة 02/05/2017 - 21:34   آخـر تحديـث 17/07/2025 - 01:59   رقم المحتـوى 28908
محتـويات مشـابهة
بـدائـل طـبـيـعـيــة لـمـنـع تـسـاقـط الـشـعـر

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا