3435 AlmustakbalPaper.net 3434 AlmustakbalPaper.net رئيس الوزراء يوجه بإعداد مشروع متكامل لمدينة سامراء AlmustakbalPaper.net رئيس الجمهورية: العراق يولي اهتماماً خاصاً بالتغيرات المناخية AlmustakbalPaper.net رئيس الوزراء يوجه بإيقاف استيراد البنزين وزيت الغاز والنفط الأبيض AlmustakbalPaper.net
عيسى حسن الياسري .. غيمة في سماء جنوبية
عيسى حسن الياسري .. غيمة في سماء جنوبية
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
       جلال حسن 

إذا كانَ القياس في الحياة هو القيمة الإنسانية في مقدار الطيبة والعذوبة، فأن الشاعر القروي عيسى حسن الياسري علامة اليقين في جدول الحب، وانحناءة التواضع بالرفعة، وعدالة الاستقامة بالمسطرة.
إما إذا كان القياس هو الإبداع، فإن الهور والقصب والعشب ينحني أجلالاً لشاعر الريف بكل التجلي، لأنه العلامة المتميزة في شتلات الورد.
وإذا كان القياس بالمواقف الحياتية، أعتقد أن قلمي يشف من مواقفه الشريفة التي يلزم أن تدرس في معنى أن يكون الشاعر أنساناً أولاً، ومبدعاً ثانياً.
لشاعرنا الجميل وهو الأكثر توهجاً وتعباً، وهو النادر في خرائط الحب والشعر والمدن، والمجتهد بحب الوطن أقول: سلاما في مهجرك، وأنت الشاعر “الكميت” في مخلوقاتك التي تحمل قوة البصر، وقوة الحكمة.
إن من يقرأ ديوان “سماء جنوبية” يدرك أن السماء أكثر زرقة في عينيّ قائلها، وإن الحياة ممكنة رغم صعوبتها، والديوان بغلافه الأزرق له حكايات في سماء الجنوب التي عاشها الشاعر في أكواخ القصب بين هموم الفلاحين وأفراحهم، لذلك رسم طفولة متوهجة تأتي من تلك الحقول والمراعي تبدأ من انبلاج الفجر حتى الغسق.
يصف الشاعر حياة الفلاحين رغم مرارتها، ويحتفل بهطول الأمطار وحراثة الأرض وفيضان النهر واخضرار الزرع وخرير أمواج نهر “ أبو ابشوت” حيث السماء زرقاء يفرشها العشب ومزامير الرعاة.
وتتوالى النفحات الشعرية المموسقة في ديوانه الأول “ العبور الى مدن الفرح” ودواوين “ فصول في رحلة طائر الجنوب” و “ المرأة مملكتي” و “شتاء المراعي” و “ صمت الأكواخ” وصولا الى أخر ديوان “ أناديك من مكان بعيد” ورواية بعنوان “ أيام قرية المحسنة” ومختارات شعرية بعنوان “ العشبة” مترجمة الى اللغة الانكليزية
أغترب عيسى الياسري عن العراق في خريف عام 1998 بعد معاناة قاسية حيث عمل “ كاتب عرائض” أمام محكمة بداءة الاعظمية متحملا قساوة تلك الأيام في حصار أليم، وتحمل الحر والبرد من أجل لقمة عيش كريمة تقاوم انحناء كلماته في مدح الحاكمين، ولو فعل ذلك لعاش مرفهاً لكنه أبى ذلك أمام حريته وموقفه من الحياة واختار قساوة المنافي والغربة في البلاد البعيدة.
جاء الياسري الى العراق عام 2004 وكان أول المحتفلين به هو الوسط الثقافي الشعبي بعيدا عن الواجهة الرسمية وأتذكر أول أمسية أقيمت تكريما له، كانت بمبادرة تجمع “ فقراء بلا حدود” في ملتقى “بيض الوجوه” وقرأتْ فيها شهادات بحق الياسري للكتاب “ ناظم السعود” و”على دنيف حسن” و “ رياض الفهد”.
كما بادر المركز الثقافي العربي السويسري غاليري بغداد باقامة أمسية شعرية وقع خلالها عددا من من الكتاب والأدباء والفنانين والمثقفين العراقيين على وثيقة تطالب أن يكون الشاعر الكبير عيسى حسن الياسري وزيرا للثقافة العراقية. الياسري المحتفى به ظل صامتا وفي عينيه دمعتين، ثم قال: أعذروني ثم اعذروني انهما قطرتان من ندى شط الكحلاء، وأمواج المشرح، تنطقان بالحب من حقول العشب.
رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=25194
عدد المشـاهدات 1261   تاريخ الإضافـة 28/12/2016 - 20:23   آخـر تحديـث 06/11/2025 - 14:44   رقم المحتـوى 25194
محتـويات مشـابهة
شهيدة التنمر.. الزهراء (عليها السلام).. شهيدة الدفاع عن إرادة السماء
الحسناوي: رئيس الوزراء وافق على استكمال إجراءات تعيين خريجي كليات الطب العام للدفعة 2024
محسن رضائي: لو واصلنا الحرب لمدة 60 يوماً ما تبقى لإسرائيل أثر
المفوضية تحدد موعد المصادقة على أسماء المرشحين للانتخابات
التفسير المدني للقرآن... وخلقنا الإنسان في أحسن تقويم

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا