المستقبل العراقي / عادل اللامي
أكد قائد عمليات تحرير نينوى اللواء الركن نجم الجبوري، أمس الاحد، أن تحرير ناحية القيارة، جنوب الموصل يعد قطعاً للشريان الوحيد لتمويل تنظيم (داعش) جنوب المدينة، فيما قالت مصادر داخل الموصل إن سيطرة تنظيم داعش على الموصل باتت تشهد تراخيا واضحا، وذلك بعد رحيل جميع قيادات الصف الأول عن المدينة، إضافة إلى حديث التنظيم نفسه لأهالي المدينة عن مرحلة ما بعد خروجه من الموصل. وقال اللواء الركن نجم الجبوري، إن «تحرير ناحية القيارة ابرز معاقل تنظيم (داعش) يمثل قطع التمويل الوحيد للتنظيم في جنوب الموصل لما تمتلكه الناحية من آبار نفطية ومخزون كبير من الكبريت في منطقة المشراق»، مبيناً أن «الناحية تمثل حلقة الاتصال بين الموصل وكركوك وصلاح الدين واربيل والسيطرة على قاعدة القيارة وقرية جحلة دفعت اغلب قيادات (داعش) الاجانب الى الهرب من قضاء شرقاط والحويجة الى داخل الموصل». ودعا الجبوري اهالي المناطق الخاضعة لسيطرة (داعش) جنوبي الموصل، الى «ملازمة منازلهم وعدم النزوح مع تقدم القطعات العسكرية لتحرير مناطقهم وكذلك مساندة القوات الامنية»، مؤكداً أن «القوات الامنية من فرقة مكافحة الارهاب والفرقة التاسعة المدرعة مع الفرقة 15 والحشد الشعبي تمكنت من تحرير قرى ستراتيجية عدة في الضفتين الغربية والشرقية لنهر دجلة بالتنسيق مع طائرات التحالف الدولي». إلى ذلك، كشفت مصادر عن الأوضاع التي يعيشها تنظيم داعش في مدينة الموصل في ظل عملية عسكرية تقودها القوات العراقية لاستعادة المدينة استهلت بـ”تحرير” قاعدة “القيارة”، والتي تعد أكبر القواعد العسكرية الاستراتيجية. وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في 9 تموز، تحرير قاعدة “القيارة” الجوية، التي تقع على بعد 65 كلم جنوبي مدينة الموصل في محافظة نينوى، وتعد قاعدة مهمة لتحرير المدينة من سيطرة تنظيم «داعش». وفي بيان لمكتبه، دعا العبادي أهالي محافظة نينوى إلى الاستعداد لتحرير مدنهم. وقالت المصادر إن «سيطرة تنظيم (داعش) على الموصل باتت تشهد تراخيا واضحا، وذلك بعد رحيل جميع قيادات الصف الأول عن المدينة، إضافة إلى حديث التنظيم نفسه لأهالي المدينة عن مرحلة ما بعد خروجه من الموصل”. وأوضحت المصادر، أن ما يعرف بـ”ديوان الحسبة”، توقف عن محاسبة نساء المدينة اللاتي يتجولن في مدينة الموصل دون ارتداء الخمار، كما أنه توقف عن محاسبة الذين يجاهرون بالتدخين، إضافة إلى توقفه المفاجئ عن مصادرة أجهزة «الستلايت». وكان تنظيم «داعش»، بدأ في حزيران الماضي بمصادرة أجهزة “الستلايت” من أهالي الموصل ومنع استخدامها في المنازل، فيما شنت مفارزه حملة على عدد من أحياء المدينة جُمعت خلالها آلاف الصحون وتم إتلافها، وفقا لإصدار مرئي بثه التنظيم. ووفقاً للمصادر، فإن “كبار قيادات التنظيم تركوا مدينة الموصل ورحلوا مع عائلاتهم إلى سوريا وليبيا، فيما بقي القادة الصغار يديرون شؤون المدينة”، موضحة أن “أبرز من ترك المدينة هي الطبيبة الخاصة بزعيم التنظيم أبي بكر البغدادي”. وتقدم المصادر دليلا آخر على أن التنظيم بدأ يفقد سيطرته في الموصل، وذلك بحادثة هجوم سكان المدينة على منزل “طبيبة البغدادي” ومحاولتهم تحطيمه وحرقه، تعبيرا عن غضبهم الشديد من التنظيم وما تسبب به من دمار وعزلة للمدينة، بحسب تعبيرها. وفي سابقة فريدة، تحدث تنظيم «داعش» لسكان الموصل عن رحيله عن المدينة، قائلا إنه «إذا رحل من المدينة، فلن يتوقف عن قتل كل من تعاون مع القوات العراقية»، لافتا إلى أنه «سيعود إلى تنفيذ عمليات الاغتيال كما كان قبل سيطرته على الموصل»، وفقا للمصادر. وبحديث التنظيم عن رحيله من مدينة الموصل، ترى المصادر ذاتها، أن “الخلافة” التي أعلنها زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي في العراق والشام، ستكون بحكم الجغرافيا قد انتهت، لأن التنظيم لم يعد له أي مدينة يحكمها داخل الأراضي العراقية. |