النظر في الدعاوى والمنازعات والفصل فيها بحكم قضائي بات وملزم خدمة قضائية يقوم بها القضاة وكفاءة، هذه الخدمة تقوم على عوامل عدة من أهمها تخصص القضاة، ويأتي هذا التخصص من خلال تدريب القضاة وتأهيلهم علمياً وعملياً، فالتدريب والتأهيل من أسباب ارتقاء الخدمة القضائية.
ويوفر التدريب والتأهيل القانوني والقضائي جيلاً متخصصاً من القضاة على درجة عالية من الخبرة تكون له القدرة على تناول القضايا المالية والاقتصادية والفكرية وغيرها بدرجة عالية من الدراية والكفاءة والفهم الدقيق لكافة جوانب وأبعاد القضية المعروضة عليه، ما يعزز من تطبيق العدالة على وجهها الأمثل.
ورغم أن تخصص القضاة قد يكلف الدولة نفقات باهظة تشمل مصروفات ابتعاثهم إلى الخارج للتدريب العلمي هناك، أو إلحاقهم بدورات محلية في معهد التطوير القضائي يحاضر فيها أساتذة كبار في القضاء والقانون عراقيون وأجانب، إلا أن هذه التكلفة العالية يوازيها تأسيس قضاء متخصص يضاعف من ثقة المتقاضين في قدرة القضاء الوطني على التصدي لكافة المنازعات ،مهما كان نوعها، كما يعزز من المكانة التنافسية للدولة على المستوى العالمي.
وفي إطار تكوين وإعداد قضاة متخصصين، وضعت السلطة القضائية الاتحادية برنامجاً طويل الأمد يقضي بإعداد دورات تطويرية مستمرة في معهد التطوير القضائي على مدار السنة، وكذلك بإيفاد أعداد من القضاة وأعضاء الادعاء كل سنة إلى خارج العراق متخصصين في التحقيق والمقاضاة في قضايا الإرهاب والنزاهة وقضايا النشر والإعلام والمنازعات الرياضية وجرائم غسل الأموال وحقوق الإنسان وغيرها، وسوف يشكل هؤلاء القضاة النواة الصلبة والحقيقية للقضاء المتخصص في القضاء الاتحادي، وان جهود السلطة القضائية قائمة وحثيثة على ترسيخ مثل هذه المحاكم في النظام القضائي الاتحادي، وان الواقع العلمي كشف عن ان المحاكم المتخصصة هي وسيلة مثلى للإرتقاء والعدالة.
Satar_bayrkdar@yahoo.com