بغداد / المستقبل العراقي
ماذا يعني إدراج الأمم المتحدة التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن على القائمة السنوية السوداء للدول والجماعات المسلحة التي تنتهك حقوق الأطفال في النزاعات؟ ومدى تأثير هذه الاتهامات على السعودية وسجلها في انتهاك حقوق الأطفال واستهداف حياتهم؟ وهل تؤثر هذه الاتهامات على توريد الأسلحة الغربية إلى السعودية في ظل ضغوط المنظمات الحقوقية والمدافعة عن حقوق الطفل على الدول الموردة للسلاح؟ التقرير السنوي للأمم المتحدة الذي يعرض محنة الأطفال ضحايا النزاعات المسلحة في العام 2015 والذي ضم 14 بلداً، أدرج التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن على القائمة السنوية السوداء للدول والجماعات المسلحة التي تنتهك حقوق الأطفال في النزاعات، كذلك جدد وضع الحوثيين على القائمة، ووجه التقرير انتقاداً شديداً لطرفي النزاع في اليمن بسبب أساليب معاملة كل منهما للأطفال في النزاع، واتهم التحالف العربي بقتل وإصابة مئات الأطفال، منذ تدخله في اليمن في آذار من العام الماضي، وقال إن التحالف مسؤول عن 60% من وفيات وإصابات الأطفال العام الماضي وقتل 510 وإصابة 667، وأنه نفذ نصف الهجمات التي تعرضت لها مدارس ومستشفيات. موضوع استهداف مقاتلات التحالف الذي تقوده السعودية، أثير على أصعدة دولية وحقوقية منذ عدة أشهر، ومارست المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان والأطفال، ضغوطاً شديدة على الدول الغربية لوقف توريد الأسلحة للسعودية، وقام أعضاء في الكونغرس الأمريكي ومنظمات للدفاع عن حقوق الإنسان، بضغوط كبيرة على السلطات الأمريكية، وأثمرت عن تجميد واشنطن تسليم الرياض قنابل عنقودية تستخدمها قوات التحالف بقيادة السعودية في حربها في اليمن، واعترفت الإدارة الامريكية أنها على علم بأن «التحالف الذي تقوده السعودية يستخدم أسلحة عنقودية في النزاع المسلح في اليمن»، وحثت منظمة العفو الدولية كل من واشنطن ولندن إلى وقف أي تسليم لأسلحة تستخدم في الحرب الدائرة في اليمن التي تشهد «انتهاكات خطرة» للحق الإنساني الدولي. تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون بإدراج التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن على قائمة سوداء سنوية بالدول والجماعات المسلحة التي تنتهك حقوق الأطفال خلال الصراعات، اتهم التحالف بقتل مئات الأطفال في اليمن. التقرير السنوي للأمم المتحدة الذي يعرض محنة الأطفال ضحايا النزاعات المسلحة في العام 2015 في 14 بلدًا، رصد مقتل العشرات من الأطفال واستهداف المدارس والمستشفيات، وقالت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاعات المسلحة ليلى زروقي إنه “في كثير من حالات النزاع، أسهمت عمليات جوية في خلق بيئة معقدة حيث قتل وجرح العديد من الأطفال”، وأشار مكتب “زروقي” في بيان لها إلى أن “الوضع في اليمن يبعث خصوصًا على القلق مع زيادة قدرها خمسة أضعاف في عدد الأطفال المجندين (للمشاركة في المعارك)، وستة أضعاف في عدد الأطفال القتلى والجرحى مقارنة بالعام 2014”. وطبقًا للتقرير الأممي، فإن التحالف الذي تقوده الرياض مسؤول عن 60 في المئة من حصيلة تبلغ 785 طفلا قتيلا، و1168 قاصراً جريحاً العام الماضي في اليمن. التقرير أكد أن التحالف مسؤول عن 60 في المئة من وفيات وإصابات الأطفال العام الماضي وقتل 510 وإصابة 667 طفلا، وقال إن التحالف نفذ نصف الهجمات التي تعرضت لها مدارس ومستشفيات. وقال التقرير «زادت بشكل كبير الانتهاكات الصارخة ضد الأطفال نتيجة احتدام الصراع». “مفوضية الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان”، أعلنت في شهر آذار من العام الجاري، أن التحالف العربي بقيادة السعودية، الذي يقصف اليمن منذ عام، تسبب في الغالبية العظمى من القتلى المدنيين، وقال المفوض الأعلى للمفوضية “زيد بن رعد الحسين”، إن التحالف يتحمل أكبر قدر من المسؤولية في وقوع ضحايا مدنيين، وقال “بالنظر إلى الأرقام يبدو أن التحالف مسؤول عن مقتل ضعف عدد المدنيين مقارنة مع جميع القوى الأخرى مجتمعة، وجميعها بسبب عمليات القصف الجوي”. الاتهامات الموجهة للتحالف العربي الذي تقوده السعودية، واستخدام أسلحة محرمة دوليًا وضغط أعضاء في الكونغرس ومنظمات للدفاع عن حقوق الإنسان، تسبب في تجميد واشنطن تسليم الرياض قنابل عنقودية للسعودية، وقالت مجلة “فورين بوليسي” المتخصصة إن الولايات المتحدة علقت تسليم السعودية أسلحة عنقودية يستخدمها التحالف العربي في حربه في اليمن؛ دعمًا لقوات الرئيس المعترف به دوليًا عبد ربه منصور هادي. وكالة فرانس برس، نقلت عن مسؤول في الإدارة الأمريكية، قوله إن واشنطن على علم بأن “التحالف الذي تقوده السعودية يستخدم أسلحة عنقودية في النزاع المسلح في اليمن”. ولكنه قال “إننا ننظر إلى هذه المخاوف بجدية كبرى ونبحث عن معلومات إضافية”، وذكرت “فورين بوليسي” أنه تحت ضغط أعضاء في الكونغرس ومنظمات للدفاع عن حقوق الإنسان، اتخذ البيت الأبيض للمرة الأولى إجراء ملموسا بهذا الصدد، إذ جمد تسليم حليفه السعودي قنابل عنقودية. منظمة العفو الدولية، دعت بريطانيا والولايات المتحدة إلى الامتناع عن تسليم أسلحة تستخدم في “ارتكاب وتسهيل انتهاكات خطرة والتسبب في أزمة انسانية على نطاق غير مسبوق” في اليمن، وحثت المنظمة واشنطن ولندن إلى وقف أي تسليم لأسلحة تستخدم في الحرب الدائرة في اليمن التي تشهد “انتهاكات خطرة” للحق الإنساني الدولي، وأكدت العفو الدولية في بيان لها “أن الولايات المتحدة وبريطانيا، أهم مزودي السعودية بالسلاح، ودول أخرى واصلت السماح بنقل أسلحة تستخدم في ارتكاب وتسهيل انتهاكات خطرة والتسبب في أزمة انسانية على نطاق غير مسبوق”. وتابعت المنظمة “آن الأوان ليتوقف قادة العالم عن تقديم مصالحهم الاقتصادية” داعية مجلس الأمن الدولي إلى فرض “حظر شامل وكامل على نقل الأسلحة لاستخدامها في اليمن”، وصرح “جايمس لينش”، المدير المساعد في العفو الدولية لمنطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط “إنه بعد عام (من الحرب) كان رد المجتمع الدولي عليها معيبًا جدًا ومخجلا تمامًا”، أشارت منظمة العفو الدولية إلى أنها وثقت سلسلة من الانتهاكات الخطرة للحق الإنساني وحقوق الإنسان ضمنها جرائم حرب.وأكدت أنه “بموجب القانون الدولي الإنساني، فإن كافة أطراف النزاع ملزمون بالسعي إلى التقليل من المخاطر على المدنيين، بما في ذلك من خلال إلغاء أو تاجيل هجوم في حال تبين أن مدنيين يمكن أن يصابوا بطريقة غير متناسبة”، وأضاف “لينش” في البيان أنه علاوة على ذلك “يتعين على كافة أطراف النزاع أن يعملوا على حصول المدنيين الموجودين في المناطق التي تحت سيطرتهم، على المساعدة الإنسانية”. |