3463 AlmustakbalPaper.net السوداني يؤكد ضرورة الحد من ضياع الكهرباء ورفع ساعات التجهيز للمناطق السكنية AlmustakbalPaper.net القاضي زيدان يبحث مع وفد سويدي أطر التعاون القضائي الدولي AlmustakbalPaper.net رئيس هيئة النزاهة من الدوحة: الفساد آفة دولية AlmustakbalPaper.net البرلمان: عامر الفائز سيترأس الجلسة الأولى وشكلنا لجنة تحضيرية AlmustakbalPaper.net
تخيل أنك معي !!
تخيل أنك معي !!
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
وفاء نبيل

وصلت بنا الوحدة، رغم كل هذا الزحام، لمرحلة قاسية جدا، هي أن نتحدث مع معارفنا وأقاربنا وأصدقائنا، من خلال الوسائط الإلكترونية الحديثة، وساعدنا في ذلك الكسل والملل، حتى المناسبات السعيد والحزينة، أصبحنا نتبادل وقائعها عبر الهواتف، فهذه دقائق مسجلة لزفاف نجل أحد الأقارب، وهذه حفلة مولود جديد في أسرة صديق، وتلك جنازة جار قديم.
كلنا أشخاص طيبون للغاية، وكنا نتمنى أن نتشارك كل لحظات حياتنا، لكن لا نعرف لماذا فعلنا هذا بأنفسنا، حتى بعد أن صار أغلبنا يمتلك سيارات، ويعيش في أماكن واسعة جدا بالمقارنة بحياة آبائنا البسطاء، الذين كانت تتسع بيوتهم الضيقة للأقارب والجيران، في جميع المناسبات، وكانوا يتكبدون عناء السفر ، لتقديم واجب التهاني أوالعزاء، في قرى بعيدة، فكانت مناسباتهم لها طعم جميل، وكنا نشعر بدفء وود حتى مع غير الأقارب، فكل رجال العائلة كانوا أعماما لنا، وكل نسوتها خالاتنا،وجميع الأطفال أخوتنا.
نشأ جيلي وجيلان من بعدى تقريبا، على هذه العادات الجميلة، ثم أكلت ما يسمونها خطأ شبكة التواصل الاجتماعي حياتنا الجميلة، فأي تواصل إجتماعي هذا الذي يسمونه، إذا كنا لا نستطيع أن نتواصل بالفعل سوى مع صورنا، ومقاطع مسجلة من لحظاتنا الجميلة، التي كنا أحوج الناس فيها إلى إلتفاف أهلنا وأصدقائنا حولنا.
أعتقد أننا لسنا مضطرين لاستكمال حياتنا بهذه الطريقة البغيضة، ففي الغرب قد فطنوا لمخاطر وسائل الاتصال الحديثة تلك على روابط الأسرة والصداقة، وإتخذوا مواقف حاسمة تجاهها، كغلق الهواتف بعد ساعات محددة في البيوت، أو عدم إستخدامها في النزهات واجتماعات الأصدقاء، 
والأهم من ذلك هو منع الأطفال الصغار من استخدامها تماما حفاظا على صحتهم، ومنعا لاعتيادهم عليها فى سن مبكرة.
أما ما يحدث لدينا فيحتاج تصرفا حاسما، فقد أصبح كل فرد في الأسرة الواحدة، لو لم تكن له غرفة يغلق بابه عليها، ويعيش كل وقته في التواصل المزيف عبر تليفونه المحمول، ستجده يجلس مع أسرته منصبا برأسه وكامل اهتمامه على شاشة تليفونه، وقد تجد خمسة أو ستة أفراد يجلسون معا في حالة صمت تام، دون أن يخرج واحدا منهم بكلمة تجرح اجتماعهم الصامت، أوقد تجدهم يرسلون لبعضهم صورا أو مقاطع مصورة أو حتى بعض كلمات وأخبار، بلا أي نقاش حقيقي يجمعهم.
كأن كل واحد منا يقول للأخر فقط تخيل أنك معي، لكن لا تكن معي بالفعل
فأنا لا أحتاجك، بينما إذا أصاب هاتفه، أي عطل، توقفت الدنيا حوله، وشعر فعلا بالوحدة..
رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=19145
عدد المشـاهدات 2523   تاريخ الإضافـة 05/06/2016 - 20:28   آخـر تحديـث 17/12/2025 - 02:17   رقم المحتـوى 19145
محتـويات مشـابهة
احتفالا بذكرى يوم النصر: جمعية الأدباء الشعبيين في ميسان تجمع كافة الطوائف ‏
وزير العدل يؤكد أهمية تكثيف الجهود المؤسسية والمجتمعية لنشر الوعي بحقوق الإنسان
جامعة الفرات الأوسط التقنية تشارك بثلاث فعاليات رياضية في دورة الألعاب الفردية الجامعية
الشرطة المجتمعية تعلن معالجة أكثر من 800 حالة عنف أسري وتوضح أبرز مسبباته
المستقبل كانت هناك.. بحضور شخصيات أجتماعية و تربوية و سياسية و مجموعة من الوجهاء و رجال دين جمعية النقاء تكرم المتفوقين اليتامى في ديالى

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا