خلال السنوات الماضية كانت المحال ولمقاهي والبيوتات تغلق على جدرانها الداخلية صورة كبيرة وبالالوان وبمختلف الاحجام صورة اشتهرت في العراق ... وهي صورة لفتاة جميلة اصبحت مثار حديث الناس واقاويلهم وحتى شائعاتهم وسميت تلك الفتاة الجميلة الجميلة (بنت المعيدي) ولمعرفة حقيقة تلك الصورة انه وقبل حوالي نصف قرن ظهرت في الساحة الفنية لوحة جميلة معبرة استقطبت اهتمام الناس والفنانين واصبحت مدار حديثهم في المجالس واللقاءات حيث بات لها موقعا خاصا في كل مكان ... حتى ان النساء في ذلك الوقت والفتيات بتن يعشقن الوجه الملائكي المطبوع على تلك اللوحة قبل الرجال.
فما هي حقيقة تلك الصورة ... وصاحبتها (بنت المعيدي) والتي باتت مؤخرا مسلسلا تلفازيا في ثلاثين حلقة من بطولة هند طالب ؟
انها (فاطمة صمانجي قيزي) اي (فاطمة بنت التبان) وقد رسمت من قبل رسام هاو عاشق اسمه (هونير) وبعد ان حظيت باهتمام الفنانين والنقاد طبعت اللوحة بالملايين واستنسخت عنها نسخ ونسخ ووزعت بين دول عديدة بطبعات متكررة نتيجة الطلب عليها من عشاق الفن والجمال.
بقي ان نعلم انه تكمن وراء هذه اللوحة المتميزة اسرار كبيرة ... واذا كان الفنان العالمي (ليوناردو دافنشي) يعتز بعمله الخالد (موناليزا) وبالسر الذي رسمه فوق شفاهها الندية بابتسامتها الغامضة ... فلابد ان يعتز عاشق الجمال الكركوكلي (هونير) بوصوله الى مرتبة الفنانين الكبار عن طريق الحب الخالد الذي قاده نحو لوحة (بنت المعيدي) والتي انجزها بنبضات قلبه الولهان ... فمن هو انه احد ضباط القوات الاجنبية الغازية للعراق اثناء الحرب العالمية الاولى الذي رأها واصبح اسير هواها وطلب يدها مبديا رغبته باعتناق الدين الاسلامي ... الا ان العادات الاجتماعية حالت دون الزواج منها وعند عودته لبلده راحت ريشته تتخيل (بنت المعيدي) ويرسمها من خياله ... ولتنتشر صورتها ارجاء الدنيا.