من المؤلم حقا ان التسميات التي باتت تطلق على (المنتديات الليلية) او بالاحرى المنتديات الشبيهه بالملاهي الليلية اسماء ثقافية لكون تلك المنتديات الثقافية الحقيقية تمنح اسماءها لقاء بدل مادي بائس لديمومة نشاطاتها ... بينما تنعم تلك المنتديات والتي باتت شبيهه بالملاهي بحصة الأسد ... او بحصص ملوك الغابة مجتمعة كل ليلة من تلك الليالي التي باتت حمراء بدلا من ان تكون ناصعة البياض !!
وكان مريا بمن لديهم امر المنتديات الثقافية الحقيقية ان يفكروا الف مرة قبل ان يمنحوا اسماءهم لمثل تلك الملاهي كي لا يسيئوا الثقافة بلدهم ... وحين العودة لبدايات تكوين الملاهي في العراق وتحديدا عند نهاية العشرينات نجد ان امانة العاصمة في ذلك الزمان قد اعدت برنامجا لتسليه الجمهور البغدادي في الحدائق العامة ... حيث كان الجوق الموسيقي يعزف مقطوعات موسيقية مسلية للجمهور في هذه الحديقة او تلك !
بعدها تذكر لنا الصحفات التاريخية بان بغداد باتت تسبح في الملاهي ... فتحولت العديد من (الملاهي) الى (ملاه ليلية ) اي (تياترو) وخصوصا بعد الاحتلال البريطاني الذي سمح بالكثير مما كان محظورا ... وعندها صار البغداديون متلهفين لحضور تلك الملاهي الحافلة بالرقص والغناء والموسيقى ... وكثرت (الراقصات) بعد ان كان الرقص مقتصرا على (الغلمان) ... ثم انتشرت الملاهي في منطقة الميدان ببغداد ... فهناك (اوتيل الهلال) وملهى (نزهة البدور) و (قهوة عزاوي) والتي كان الدخول اليها باربع (أنات) وألانه اربعة فلوس ... ولى جانب تقديم الرقص والغناء في الملاهي كانت هناك فواصل هزلية فكاهية لأمثال جعفر أغا (لقلق زادة) وهو شارلي شابلن العراق في ذلك الزمن واسه الحقيقي كامل عبد المهدي ... بالاشتراك مع مستقبل (ابو البالطوات) وهو يهودي هزلي مختص بالترويج والدعاية انذاك ... وكلاهما ماتا بائسين لا احد لهما بعد ان كانا يضحكان بغداد كل ليلة !!