عبد الرحمن عناد
تمثل رواية ( تراتيل غير مغناة ) للزميل الإعلامي صباح عبد الرحمن ، المقيم في استراليا ، تجربته الأولى في الكتابة الروائية ، وبدا مدفوعا إليها بعوامل وأسباب عدة ، منها التجربة الشخصية ، والتجربة العامة ، والرغبة في تسجيل مرحلة مهمة من عمر الوطن والمواطن ، والمساهمة في توثيق تاريخ بسرد أدبي . وصلتني النسخة التي اهداني إياها مشكورا ، والتي اعتز بها ، وتقع في ( ٣٧٣ ) صفحة من القطع المتوسط ، وعن دار ميزوبوتاميا ، وقد اعتمد فيها ثيمة الحب والحرب ، في متلازمة لا فكاك منها ، حيث يأخذنا مع مجموعة من الناس الذين يبدو انه عايشوهم وسمع بهم ، ليروي تفاصيل حياتهم اليومية ، في ظروف العمل والحرب والعلاقات الإنسانية ، التي تتباين حسب المواقع والمصالح والأخلاق ، وفي حين تتواصل مطحنة الحرب العراقية الإيرانية ، وأبعاد الكثير من المواطنين عن بلدهم ، ينمو الحب هنا هناك ، في ممارسة تريد الحياة ان تثبت فيها قدرتها على مواجهة الموت ، معتمدا قصة حب سلام وهناء لتصوير ذلك ، واضعا القراء في أجواء العمل الإعلامي ، الذي عاشه هو . وخطوة خطوة تظهر الأمكنة في بغداد ، الأحياء ، الساحات ، الشوارع ، مثلما تتصاعد الأحداث ، مرتبطة مع بعضها ، لتشكل عناصر وملامح اللوحة التي أراد ان يقدمها لقارئه ، ويستثير فيها أحاسيسه الكامنة في أعماق الضمير والذاكرة ، ليكون معه شاهدا وحكما عادلا ، لما جرى على امتداد سنوات المحنة . كتب الأب يوسف جزراوي عنها : قصة كانت أحداثها تغلي على صفيح ساخن ، في زمن سياسي أصابه القحط الإنساني . كما سجل الكاتب والشاعر السعودي حسن السبع رأيه في الرواية : حكاية حب وحرب في نص يسيران في خطين متوازيين ومتضادين منذ البداية حتى النهاية ، والحب يزهر بعيدا عن ساحات القتال . الرواية تستحق وقفة أطول ، خاصة في جانبها الفني ، حيث كتبت دون اعتماد الفصول والفواصل والترقيم ، إنما بنفس واحد متصل ، تتداخل فيه الحوارات والمواقف والتفاصيل .
|