كان لدي موعد مع الطبيب ولِأنني خرجت مبكرة..أخبرت السائق أن يلفَّ بي في شوارع بغداد إلى أن يحين الموعد...وبالرغم من برودة الجو إلا إنني فتحت نافذة السيارة ...كان الهواء رائع وكان إحساسي إنني أتنفس للمرة الأولى منذ شهور
حيث أنني لم أخرج منذ فترة لأنني كنت أستخسر لحظةتمر من عمري دون إنتظارك..طوال تلك الفترة وأنا أتنفس هواءمُعلّب وأعيش تحت إضاءة إصطناعية وأتعامل مع الناس من خلال النقر على حروف كانت ولفترة طويلةرهن إشارتي فأدركت إشتياقي للون السماء ...أصوات الضجيج...المارة وأعمدة النوروندمت لأنني منحت الكثير من عمري لرجل لم أكنفي حياته إلا لحظة عابرة.