بغداد / محمد البغدادي تنبعث من شارعه روائح القهوة العطرة، التي تحاكي أحداثاً وأحقاباً عاشتها مدينة بغداد، ويعد متنفساً للمثقفين والكتاب والعوائل البغدادية، ليبتعدوا قليلاً عن مشاكل الحروب، والأزمات الاقتصادية والاجتماعية اليومية التي يعيشونها. ذلك هو مقهى رضا علوان، الذي بدأ عام 1960 أول علاقاته مع محبي القهوة، حيث كان المقهى دكاناً صغيراً لبيع أصناف القهوة في منطقة الكراده الشرقية وسط العاصمة العراقية بغداد، وفق مدير المقهى، علاء رضا علوان. وتعد الكرادة الشرقية واحدة من النواحي القديمة في بغداد، التي تقع على الجانب الشرقي لنهر دجلة في جانب الرصافة، وتتكون من أحياء متجاورة، ومراكز ومؤسسات حكومية وتجارية مهمة. في حديثه « قال علاء رضا علوان: «أسس جدي دكاناً في منطقة الكرادة لبيع مختلف أنواع القهوة ومن مختلف المناشئ، بعدها عملنا أنا ووالدي على توسيع العمل، وتحويل الدكان الصغير إلى محل كبير، ومن ثم إلى مقهى وملتقى ثقافي». وأضاف: «سافرت إلى لبنان لغرض العمل في الكافيهات، واطلعت على طرق عمل القهوة الفرنسية والإيطالية والهندية؛ وذلك من أجل الاستفادة من الخبرات في صناعة البن وإعداد القهوة وفق طرق متعددة». مؤكداً أن نقل تجربة الكافيهات إلى العراق الذي يتميز بأجواء هادئة، تختلف عن المقاهي المعروفة التي تقدم الأركيلة، وبعض وسائل اللهو مثل الشطرنج والدومينو، لاقت إقبالاً كبيراً من قبل الأوساط المثقفة. وتابع علوان حديثه قائلاً: «هذه التجربة جديدة على المواطن العراقي المثقف؛ لأنه يريد الابتعاد عن أصوات التفجيرات والأزمات السياسية والاقتصادية، ويلجأ إلى مكان هادئ؛ ليكون متنفسه في هذه الظروف الصعبة».
«حبة حبة للي نحبه» كلمات دائماً يرددها علوان في تعامله مع زبائنه ويقول: «نختار حبة حبة للي نحبه، هذا شعاري في عملي لإرضاء زبائني من خلال انتقاء أفخر أصناف القهوة، التي تخلط بمقادير سرية خاصة بقهوة رضا علوان».
«ملتقى علوان الثقافي» ومن ضمن نشاطاته الثقافية، يقيم المقهى ملتقى يجمع المثقفين والشعراء والكتاب في أمسيات شعرية واجتماعية تناقش هموم الإنسان العراقي. وأكد علوان أن هذه المبادرة تهدف إلى جمع الطبقات المثقفة في العراق؛ لإقامة مهرجانات شعرية واجتماعية وثقافية تحاكي الواقع الذي يعيشه العراق، لافتاً إلى أن هذا الملتقى «لقي إقبالاً كبيراً من قبل العوائل البغدادية، التي فقدت فعاليات ثقافية كهذه».
«اقرأ وتصدق» مشروع إنساني ثقافي يطرحه المقهى بعنوان: «اقرأ وتصدق»، قال علوان عنه: إن «أحد الكتاب فكر بمشروع إنساني، يتضمن وضع الكتب والرويات والقصص والدواوين الشعرية لكبار الشعراء والكتاب العرب والأجانب بالقرب من كل طاولة في المقهى». |