السوداني: الحكومة ماضية وفق خطة لحصر السلاح بيد الدولة قدراتنا الأمنية عالية ولا يوجد تهديد إرهابي AlmustakbalPaper.net المفوضية: البطاقة البايومترية محصنة إلكترونيا وتستخدم من قبل صاحبها حصرا AlmustakbalPaper.net القاضي زيدان يبحث مع رئيس وأعضاء جمعية القضاء عدداً من القضايا AlmustakbalPaper.net بارزاني والأعرجي يتفقان على أهمية حل القضايا الخلافية بين أربيل وبغداد وفق الدستور AlmustakbalPaper.net النزاهة تتفق مع الإنتربول على الوصول المباشر لمنظومة المطلوبين AlmustakbalPaper.net
نصوص البدايات الواعدة بين الذاتي والموضوعي
نصوص البدايات الواعدة بين الذاتي والموضوعي
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
الهادي العثماني- تونس

أقدّر الشعر ضربا من البوح بما يعتمل داخل الوجدان، وقولا متجاوزا يستفزّ الرتيب، فإن لم يكن كذلك صار لغوا من الهراء والهذيان، فإذا هو عقيم.
ولقد رأيت الشعر صنفا من التواشج الحميم يتعالى على المبتذل بما هو نتاج اختلاجات الوجدان الصادق لا ميْن فيه ولا تقية، عدوا للرداءة لدودا، أو هو يرتد تواطؤًا ولعنة على الزائفين...
والشعر صناعة لغوية في منجم الروح، وإنه لجمالية مخصوصة: جمالية الفهم والتذوق والتفاعل، خطاب استثنائي مراكبه الإضمار قبل الإظهار، إيعازا وإحالة وانزياحا وعدولا...
وأما التلفّظ، فركن يدركه السامع نافذة للمضمر من القول وأنساق المعاني، ولذّة يؤمنها المتلفِّظ بالمتلفَّظ، صادقا، صانعا غير متصنّع. وإنّ الفتنة لخلاّبة، وإن تجويد القول كما تجويد الإنصات، ضرورة انبناء القصيد الذي يأبى أن يقع عبدا لضوابط الأخلاق وقوانين المجتمع، وخطب الساسة والأئمة والرعاع إلى الالتزام بحدود صناع الشريعة والمنظّرين إلى مذهبية الدين أو منزعية الفكر، لأنه نمط من القول يظل أبدا مستقلا توّاقا إلى الانعتاق، ممتلئا بذاته، مخلصا لسماته... فالشعر ليس جمعية خيرية، ولا حزبا سياسيا، ولا دعوة مذهبية، ولا نعرة دينية ولا خطبة منبرية، وهو بذلك ولذلك يكون نرجسيا إلى حدّ بعيد، وتتضخّم فيه الأنا الشاعرة فتلوّنه الذات القائلة، وتسبغ عليه من الإحساس ما به يستقل ويعلن عن استقلاليته دون نفاق ولا مجاملات...
هكذا رأيت الشعر وقدّرته، وما عداه فثرثرة خارج الشعر، أو هو القول في اللاّشعر.
الشعر بين الذاتي والموضوعي:
إن الحديث في مسألة الموضوعي في الشعر قول افتراضي لا يستند إلى حقيقة ولا يقوم على برهان، اعتبارا لأن هذا النمط من القول منشؤه الشعور وميدانه الإحساس لا محالة. إذ هو إفرازات الانفعال والتفاعل في ذلك العمق السحيق من الوجدان، يتكون في البدء إرهاصات خفية تتشكل تفاصيلها في اختلاجات عاطفة جياشة لا تخرج عن كون الشاعر وذاته، حتى إذا ما طفت على السطح تأجّجت فتحولت إلى قول تخون اللغة أصدق تطلعاته، لأن الفكرة تضمحلّ بين انطلاقتها ساخنة مندفعة ومشرئبة، وبين انكشافها في ثنايا القول عبر آلية معقدة تمرّ من القلب أو العقل إلى اللسان، عن طريق نوع من الترجمة. ولا يخفى ما تقترفه الترجمة من خيانة وخذلان للأصل، فإذا ما يقوله الشاعر، أو ما يُسمَع ليس إلا ظلاّ لما يحسه، مالكا للغة ومسيطرا على أدوات القول والتعبير.
نخلص من وراء هذا إلى أن الشعر ذاتي بالأساس، طالما هو نتاج انفعال وجداني، غير أنه قد يتجاوز الذاتية إلى الموضوعية بمقدار حين يهتم بمفاهيم عامة كالوطن أو العمل أو القضايا الاجتماعية المشتركة بين الناس، فيسعى إلى التعبير عن بعض هموم الآخرين وانشغالاتهم ورؤاهم، ولكن ذلك يبقى مرتبطا أساسا بنظرة الشاعر ورؤيته في الجزء الإنشائي من القول، وقد يكتسب صفة الموضوعية في جانب الخبر، ولا يخفى أن الشعر أنشاء قبل أن يكون خبرا، فإن نحن تحدثنا عن الموضوعي فيه، فإن ذلك من باب التجاوز في القول واعتبارا لتوسع دائرته حتى تتجاوز قليلا مدارات الذات القائلة، ولن يحدث ذلك إلا بمقدار. على أساس ما سبق، نرى ما كتبته الشاعرة العامرية سعد الله في مجموعتها الشعرية الأولى «نقر على أوتار الحرف» التي نحن بصدد مساءلتها محاولة في القول لا تشذّ عما حاول الشعراء غيرها ويحاولون قوله، سعيا في المصالحة بين الذاتي والموضوعي، في نصوص بكر، ولا يخفى طغيان الذاتي لدى الشعراء المبتدئين، بحثا عن ذواتهم وإبرازا لها ودفاعا عنها في اللاوعي السائد لديهم لحظة البوح وتكريسا لحميمية خاصة مع ما يبذرونه في حقول النفس/ حقول القصيد.
وكأني بالشاعرة العامرية تقدم لمجموعتها الشعرية الأولى بقصيدتها الأولى: «حروفي» التي افتتحت بها لتختزل من خلالها علاقتها بالشعر، وتعقد فيها روابط حميمة مع الحرف- حرفها- إذ ترى في حروفها، المنسوبة إليها بياء المتكلم في تركيب إضافي، ينابيع من الأحلام ودروبا للفرح، وبابا لولوج عالم الشعر المنشود، ببعض ثقة في النفس، فخرا مبطنا لا يطفو على السطح ولكن ظلاله تتراقص على جدار القول، فتستند على الذاتي، وتتكئ على الوجداني، في البوح بما تحسه، من تلاحم بينها وبين الحروف أدوات لكتابة القصيد، طلبا لنحت العبارة المؤدية إلى المعنى، ولكنها لا تبقى قيد الذاتي، سجينة الانفعال، ولا تتوقف عنده، لأن الشعر كما رأته- وإنه لكذلك- هو قضية ومسؤولية، وامتداد إلى الآخر، خارج نطاق الذات المتشظية الراسبة في أعماق قصية، لذلك فقد سعت إلى أن تُجاوز بين الذاتي والموضوعي بالخروج من الاحتفاء بالذات إلى الوطن الذي إن خبت شمسه تألمت الحروف واشتكت وجعا إذ هو يسكن القصيدة بالضرورة.
هذا النص يفتح باب القول ويلخص رؤية الشاعرة وانتظاراتها ليقول لنا إن الشعر هو الاحتفاء بالذات أولا وفي أغلب الأحيان، ولكنه لا يقف عند ذلك بالضرورة إذ لا مناص له من الاهتمام بمن حولنا وما حولنا.
هذا النص نجد له صدى يتردد فيتجدد في نص : «أنثى السراب» ص21 حيث تكتمل ملامح فعل الكتابة الشعرية لدى الشاعرة إيغالا في تخوم قصية فتصير القصيدة: أنثى السراب/أنثى الغرام، تمثالا مرمريا يقوم بين الأسطر، أسطورة «تانيت» و «دمترا» وعروس البحر، أشباحا في برزخ الأحلام والرؤى، لتكتمل التفاصيل، ولن تكتمل دون وجع الكتابة، ومابين جرح المريد ونبض الوريد ينبني القصيد ألما وأملا.
في الجزء الخاص بالذاتي من شعر العامرية سعد الله تلتصق الشاعرة بذاتها التصاقا حميما لتترجم وشائجها الوجدانية وتحتفي بصدق الإحساس النابع من ذاتها من خلال استعمال قاموس لغوي مخصوص يحقق لها ذلك بدرجة عالية حيث تستخدم بكثافة ملحوظة ضمير المتكلمة بتاء التأنيث توظيفا للفعل المصرّف مع أنا ماضيا

رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=17247
عدد المشـاهدات 1011   تاريخ الإضافـة 13/04/2016 - 20:15   آخـر تحديـث 08/07/2025 - 13:20   رقم المحتـوى 17247
محتـويات مشـابهة
بارزاني والأعرجي يتفقان على أهمية حل القضايا الخلافية بين أربيل وبغداد وفق الدستور
النزاهة تتفق مع الإنتربول على الوصول المباشر لمنظومة المطلوبين
السوداني: العراق يقترب من تحقيق الاكتفاء الذاتي من المشتقات النفطية
بين سلاح المقاومة وكرامة العراق.. خيط لا يُقطع إلا بالخيانة..
مصر تؤكد ضرورة التكاتف الإقليمي لضمان وقف إطلاق النار بين إيران والكيان الصهيوني

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا