المستقبل العراقي / نهاد فالح
استشهد عشرات العراقيين وجُرح آخرون في أربع هجمات انتحارية تبنّاها تنظيم «داعش» استهدفت، أمس الاثنين، قوات الأمن وتجمّعات مدنية أعنفها في محافظة البصرة. وفجّر انتحاري سيارة مفخخة عند تقاطع شديد الازدحام في حي الجزائر وسط البصرة، ما أسفر عن خمسة شهداء وعشرة جرحى، بحسب مصادر طبية. وقال محافظ البصرة، ماجد النصراوي، في تصريح لوسائل الاعلام في موقع الحادث إن «التفجير تزامن مع تفجير الناصرية، والغاية واضحة أن داعش بعد الخسائر التي تكبدها في المناطق الغربية، يسعى إلى جرّ المعركة الى المناطق الجنوبية» التي تنعم بأمن نسبي. وأسفر التفجير عن احتراق عدد من السيارات لأن الانتحاري فجّر نفسه في تقاطع مزدحم في الحي. وتعرّض عدد من المباني في هذا الحي الراقي إلى أضرار جسيمة. وفي مدينة الناصرية، على بعد 305 كيلومترات جنوب بغداد، قال ضابط برتبة مقدم في الشرطة إن اربعة اشخاص قتلوا وسقط 26 جريحاً في هجوم انتحاري بحزام ناسف داخل مطعم جنوب المحافظة. وأضاف أن «الهجوم وقع حوالى الساعة 10,00 لدى تواجد عناصر من قوات الحشد الشعبي عند مطعم في منطقة ابوغار» الى الجنوب من مدينة الناصرية. وفي بغداد، أفاد ضابط برتبة عقيد في الشرطة بأن «ثلاثة أشخاص قُتلوا وأُصيب 14 آخرون بجروح في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف حاجز تفتيش لقوات الأمن عند جسر المثنى» شمال شرق بغداد. ووقع الهجوم حوالي الساعة 08,45 ضدّ حاجز تفتيش لقوات أمنية مشتركة من الجيش والشرطة. وبحسب المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد العميد سعد معن قام أحد الضباط الأبطال باحتضان الانتحاري والتضحية بنفسه والانفجار معه». وفي هجوم منفصل آخر، أفاد ضابط في الشرطة أن «ثلاثة من عناصر الحشد الشعبي قُتلوا وأُصيب تسعة آخرون في هجوم انتحاري بسيارة مفخّخة استهدف تجمعاً للحشد الشعبي». ووقع الهجوم حوالي الساعة 10,30 على الطريق الرئيسي في بلدة المشاهدة على بعد 30 كيلومتراً شمال بغداد. وفي هجوم آخر، قُتل مدنيان وأُصيب سبعة بجروح جراء سقوط قذيفتي هاون على منازل في منطقة أبو غريب، غرب بغداد، وفقا لمصادر في الشرطة. ورأى ضابط في الجيش الاميركي ان تنظيم «داعش» يلجأ الى تفجيرات مع تزايد فقدان سيطرته على مناطق وتسجيل قوات الأمن العراقية مزيدا من التقدم. وقال النقيب جانس مكرو إن «الإرهابيين يخسرون في ساحة المعركة، لذا لاحظنا مؤخرا تصعيدا في الهجمات»، مضيفاً أنهم يبحثون عن «الحفاظ على تأثيرهم عبر وسائل الاعلام، وهي الطريقة التي يرسلون بها رسائلهم». وأعلن «داعش» في بيانات على وكالة «أعماق» للأنباء التابعة له مسؤوليته عن العديد من هذه الهجمات. وتأتي الهجمات بالتزامن مع تواصل العمليات التي تنفّذها قوات عراقية بمشاركة الحشد الشعبي، ومساندة قوات بقيادة واشنطن لاستعادة السيطرة على المناطق تخضع لسيطرة الإرهابيين. إلى ذلك، قال القيادي العشائري محمود النمراوي، إن الهجوم الذي شنه تنظيم «داعش»، على منطقة البغدادي، يمثل محاولة لتخفيف الضغط الذي تفرضه القوات العراقية، على مدينة هيت غربي الرمادي، مؤكدا أن الأيام المقبلة ستشهد زف بشرى تحرير هيت من سيطرة التنظيم. وتخوض القوات العراقية، بمساندة مسلحي العشائر، معارك عنيفة، في محيط مدينة هيت التي يسيطر عليها تنــــظيم «داعش» منذ أكثر من عام، وأكدت تقارير عسكرية عراقيـــة، أن القوات الأمنية تحقق تقدما عسكريا ملموسا، سيؤدي إلى تحرير المدينة خلال أيام.
|