ريم قيس كبة تُـدهشُـني حنجرتي.. وأرتجف وأنا أتحسّس نبضاتِ قلبي وهي تعلو نوافيرَ شغفٍ إذ تتلفـّظ حروف اسمكَ وتردّد “اُحبكَ” مثل تميمة وجود.. يا إلهي!.. ها أنني أقولها ملءَ جوارحي!.. ملءَ تصديقي الذي أسأتُ به الظن فأثمتُ وأنا أتبجح أن ذلك من حسن الفطن!.. ها أنني أتلمسه، تصديقي، وأراه جالسا في حضني مثل قطّ أليف يموء كلما جاع للمزيد.. فاُلقمه “اُحبكَ” مع كل شهيق وزفير واُصلي.. الله.. يا تصديقي الذي عثرت عليه بعد لأيٍ إذ ضاع تحت أقدام غدر الآخرين!.. ها أنك تتبدى أمامي حقيقة لا تردد فيها ولا تشكيك.. مرة أخرى اُصدّق أنه العشق واُصدّقُ أنني أعشقُ وأن دهشتي بالعالم مازالت سارية المفعول.. مرة أخرى أصدّقُ آخر.. هو رجل.. وهو إنسان.. لكنه مرة أخرى يختصر كل الرجال وكل ما خبرَ عمري من عشقٍ ومن حروف.. ويشخصُ أمامي بقامته الفارعة مثل تمثال إغريقيّ ساحر.. سبحان رب العشق!.. كيف بي كلما باغتني أحسستُ أنني أعشق للمرة الأولى؟.. كيف به أن يعود بي إلى أول عذرية نشوتي وكأن لم يمسسن عشق من قبل؟.. كيف بي كلما التقيته ملأني هاجس ألا عشقَ إلاّه وإنّ حياتي برمتها لم تكن سوى مِرانٍ له وحده؟.. كيف له أن يَجُـبَّ ما قبله ويعمّـدني بإيماني وكأنه خاتم الاُمنيات؟.. ها أنني عدتُ لأعتنقَ فكرة أن العشق صنو الحياة وتوأمها السيامي الذي لا يمكن أن يدركه انفصال إلا بالموت.. “أنا أعشق.. إذاً أنا أنا من جديد”.. هكذا ببساطة وبتلقائية وطفولة.. دون انتظار طويل أو صبر جميل أو ترقـّب وتحسّب وبحث وضجر.. بل بانهمار يحلّ دون سابق تحذير فيغمر كل شيء ويجعل كل الأشياء أبهى وأصدق.. أضحك في سرّي وأنا أجدني اُردّدُ مرة أخرى “لا حاجة بي لشيء إلاّك كي أكون أجمل النساء.. رائحة جسدك تعطرني مثل أغلى العطور ولهفتك تكحل عينيّ وشعري يطول على زندك ما أن تمسّده يداك.. أفيض بهاء وأتماطر شعرا ما أن تتسربُ عبارة منك توشوشني بأنني حبيبتك.. تتسع ابتسامة قلبي لتحتضنَ الأرض والسماء والكواكب.. وأنام أخيراً ملء طمأنينتي وكأنني أغفو في حضنك.. فيدثرني فردوس العافية بعد أن صار أرقي سمة الليل وقلقي سمة النهار.. اُدلّـك جسدي بنقاء سريرتك بلهفتك بعشقك وأسكر بخمرة قبلتك وأذوب إذ أتوحد بك ولَـَهاً وإنشاء.. وأعود من جديد لأصدق أن حياتي جديرة باحتفائي طالما أنك فيها وطالما أني فيك ومنك وبك أكون”..أعلم أنني كنت قد صدّقت حكمتي واستبعدت جنوني.. بيد أن هيبة انهمارك وشوشتني أنني كنت فقط أرجئ الجنون بعد أن أقنعتني خيوط الشيب بأنه آن أوان التعقّل.. ولكن ما حيلتي إذ داهمني وجودك فاستفز النساء في داخلي واستباح برجولته صقيع التبتل ورهبنة الوحدة؟.. ما ذنبي إذ دحضتَ كل ما تراكم في حكمتي من نظريات وآراء كنت أدخرها لأي رجل سيمر بي.. فتفاجئـُني بأن تعيد تشكيلي من جديد على يديك؟.. اُحبكَ.. اُحبكَ.. اُحبكَ.. تستعيد مسامي لهاثها إذ تعدو وراء كل حرف منها.. سيدي.. أيها العشق الجديد.. ها أنني بعد كل ما مرّ بي أقرّ بسذاجة مراهقة وبطفولة غضة بأنني أعشق لأول مرة.. |