المستقبل العراقي / نهاد فالح
أعلــــنت وحدات المقاومة الشنكاليّة، الجناح المسلّح لحزب العمّال الكردستاني، تحالفها مع الحكومة العراقيّة للمشاركة في عمليّة تحرير الموصل، فيما رفض أهالي المحافظة مشاركة أيّ قوات غير نظاميّة، فيما أكد المتحدث بإسم التحالف الدولي أن التحالف ينتظر رخصة الحكومة العراقية للمشاركة في عمليات تحرير المناطق التي يسيطر عليها «داعش». وقالت وحدات المقاومة الشنكاليّة، الجناح المسلّح لحزب العمّال الكردستاني في بيان تلقت «المستقبل العراقي» نسخة منه، إن «التحالف اتفق مع بغداد ووضع خطة تضمّنت مشاركة قوة قوامها 1600 مسلّح من الوحدات الشنكاليّة في معركة تحرير الموصل، التي أطلقت قبل عدّة أيّام»، مؤكّدة أنّه «عدا مساندة بغداد لها؛ فإنّ الوحدات تحظى بدعم ومساندة مباشرة من قوات حماية الشعب (HPG)، الجناح العسكري لحزب العمّال الكردستاني». وفيما لم يصدر عن الحكومة العراقية أي رد حول البيان ـ الذي يعتبر تأكيدا بشأن سعي حزب العمال الكردستاني إلى المشاركة بمعارك الموصل، قال القيادي في الوحدات، إبراهيم شنكالي، إنّ «الوحدات متدربة بشكل متميّز ومستعدّة للقتال ولا تحتاج الى أيّ تدريب إضافي». وقال شنكالي إنّ «خطر تنظيم (داعش) الذي يهدّد المنطقة بأسرها يحتم علينا المشاركة بدحره وهزيمته»، مؤكداً أن «الوحدات قوة منظّمة ولها خبرة كبيرة في القتال، وستسهم بفاعليّة كبيرة في المعركة وستعمل بالتنسيق والتعاون مع القوات العراقيّة». من جانبه، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن قوات بلاده المتواجدة في معسكر بعشيقة في العراق، كاف لصد أي هجوم، وأنه يمكن للطائرات التركية التنسيق مع التحالف الدولي لقصف داعش ان اقتضت الضرورة. وتحدث أردوغان للصحفيين أثناء اجابته حول أستهداف معسكر بعشيقة حيث تتواجد القوات التركية، قائلاً «هذا الأمر ليس له أي علاقة بعدد الجنود، من جهة أخرى لقد تم على الفور الرد بكل عنف على التنظيم، كما استهــــدفت قوات التحالف مواقعه جواً، بعد ذلك استهدف قواتنا الجوية مواقع التنظيم أيضاً، وفرقتهم شذرا مذراً». وأشار اردوغان إلى أن «القوات الموجودة في المعسكر وعتادها، كاف لصد أي هجوم، وأنه يمكن للطائرات التركية التنسيق مع التحالف الدولي لقصف داعش ان اقتضت الضرورة». ويلمّح مراقبون إلى أن تواجد قوتين متنافرتين في الهجوم على الموصل من أجل تحريرها من «داعش» قد يشعل حرباً جديدة. بدوره، أكد المتحدث باسم التحالف الدولي ستيف وارن أن التحالف ينتظر رخصة الحكومة العراقية للمشاركة في عمليات تحرير المناطق التي يسيطر عليها داعش على الارض. وقال وارن، في مؤتمر صحفي عقده في مبنى السفارة الامريكية ببغداد، إن «التحالف الدولي ينتظر رخصة الحكومة العراقية لمحاربة داعش على الارض، كوننا نحترم شأن العراق الداخلي وسيادته». وكشف وارن أن عمليات العسكرية في مدينة الفلوجة وقضاء مخمور وناحية هيت ستجري في وقت واحد. وقال، إن «تنظيم (داعش) خسر نصف أراضيه التي احتلها في العراق، ومنها بيجي وتكريت وسنجار والرمادي»، مبيناً أن «تحرير كبيسة والقرى القريبة من مخمور قد تم، فيما سيتم قريباً تحرير هيت والقيارة». وأضاف وارن، أن «العمليات العسكرية في مناطق مخمور وهيت والفلوجة ستجري في وقت واحد لأسباب عسكرية»، مشيراً إلى أن «القوات الأمنية استطاعت اجتياز الخطوط الأمامية لـ(داعش) في مخمور بعمق 2 كم، حيث شهدت العمليات توقفاً، أمس واليوم، بسبب الظروف الجوية وعدم إمكانية تحرك الآليات على الأرض». إلى ذلك، أعلن وجهاء ورؤساء العشائر في نينوى عن برائتهم من ممارسات «داعش»، فيما اكدوا في الوقت نفسه إستعدادهم لحمل السلاح لمواجهة التنظيم. وقال الشيخ أحمد خالد صفوك الفيصل الجربا الشمري في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس مجلس محافظ نينوى بشار كيكي عقد في دهوك، إن «عشائر نينوى براء من ممارسات وجرائم تنظيم داعش»، مؤكدا «إستعداد العشائر لحمل السلاح لمواجهة التنظيم». وأعتبر الشمري ان «الاعتداء على شرف الايزيديات واختطافهن اعتداء على شرف كل ابناء نينوى والعراق»، مطالبا بـ»تعويض كل المتضررين مادياً ومعنوياً». وأعرب الشمري عن «تقدير العشائر العربية لدور قوات البيشمركة في تحرير مناطق ربيعة وزمار وسنجار»، مشيدا بـ»دور حكومة الإقليم بإيواء النازحين من عموم مناطق نينوى». من جانبهم، أشار رؤوساء العشائر إلى «دور مقاتلي العشائر العربية في الموصل للمشاركة في تحرير مناطقهم»، مؤكدين على أهمية «ترسيخ مباديء التعايش المشترك بين جميع مكونات الموصل». وحضر المؤتمر وجهاء من عشائر الشمر والحديدية والبياتي والجرجرية والبكارة والجحيش والمطاوعة والعباسي والجبور والشرابي واللــــهيب والطائي والخاتونية. إلى ذلك، دعا محافظ نينوى نوفل حمادي العاكوب مجلس المحافظة لعقد جلسة طارئة لمناقشة اوضاع النازحين جراء العمليات العسكرية جنوب الموصل. وقال العاكوب إنني «طالبت بعقد جلسة طارئة لمجلس محافظة نينوى، لمناقشة تردي اوضاع النازحين الفارين من مناطق محور مخمور جنوب الموصل جراء انطلاق العمليات العسكرية لتحرير المدينة من (داعش)». وأضاف العاكوب أن «اعداد النازحين بدأت في تزايد وليست للحكومة المحلية قدرة على استيعابهم»، داعياً «مجلس المحافظة الى ايجاد الحلول المستعجلة لإنقاذ اوضاعهم المزرية». |