فاطمة عمارة
يغمرك احساس بالوحدة ويئن قلبك من الوجع وتجرى الدموع من عينيك انهاراً فما مررت به ليس بالهين او السهل لقد فقدت من احببت وارتبط وجدانك به لا يهم من هو قد يكون احد الوالدين او الزوج او صديق او حتى نجاح كنت تصبو إليه.. ولا يشترط ان يكون فقدانك له بالموت من الممكن ان يكون الانفصال او الطلاق او حتى السفر .. إحساسك طبيعى انه “الصدمة العاطفية او النفسية”. لا يفرق المصدر فكل الصدمات تكون غير متوقعة ولم يكن الشخص مستعدا لها .. ولم يتواجد شخص اخر يمنع وقوعها.يمر صاحبها بحالة من الغضب والثورة وقلة النوم او عدمه.. كلها مصاحبة لمراحل ثلاث متداخلة وهى مرحلة الإنكار وعدم التصديق ثم الحزن ثم التقبل والتكيف وتلك المراحل تختلف من فرد لفرد حسب الظروف البيئية والتنشئة والإيمان. يلجأ الفرد فى حالة النكران وعدم التصديق الى البحث عن إجابات تشفى عليله وتريح قلبه فلماذا حدث هذا ولماذا الان ولماذا هو بالذات ؟ فى بعض الأحيان إيجاد أجوبة لتلك الأسئلة وتكون خطوة لتجاوز هذه المرحلة الصعبة فى الحياة ومعرفة الأخطاء فى حالة الانفصال او الطلاق ، ويكون الوضع أصعب فى حالات اخرى وتصاب بصدمة عدم التصديق ان ما حدث واقع وتهرب من مواجهة الألم ولا تتقبل نهاية الطرف الآخر ويؤدى هذا الى تنحية الاحتياجات والآمال الشخصية سواء كانت أساسية ام لا على أمل واحد فقط وهو عودة الأمور الى الحالة السابقة، وتبدأ وضع مساومات حتى تصل إلى عودة الميزان الى نصابة من وجهة نظرها فقط. الصدمات العاطفية تؤدى إلى الاكتئاب والحزن والألم ويستمر هذا كله طويلاً ،بالإضافة الى مشكلات سلوكية وعقد نفسية قد تصل إلى السلوك الإدمانى والسلوك الانتحاري . ويحتاج الإنسان إلى الدعم النفسي والمعنوي فيفضل المختصون إحاطة المصاب بالصدمة العاطفية بالأهل والأصدقاء ومن يثق بهم فهذا كفيل بمنحة شعور بالأمان وتخفيف الصدمة ، اللجؤ الى الله من الأمور المسلم بها فى علاج الصدمات النفسية فسبحانه هو مداوى القلوب وهو من يمنحها سكينته ورحمته ، من الجيد ان يبدأ فى إعادة ترتيب أفكاره وانفعالاته وعواطفه والتعبير عن آلامه وجروحه وغضبه وحزنه لمدة تطول أو تقصر وقد يحتاج لعون من حوله بدون ضغوط نفسية اضافيه وذلك عن طريق الاستماع كثيراً والتحدث باقل الكلمات الارشادية إلى أن يتم تجاوز الصدمة بنسبة كافية تؤهله للاستمرار فى حياته بشكل فعال وفتح صفحة جديدة مع نفسه والآخرين والحياة. من المهم ان نقر بمشاعر الحزن ومرارة الخيبة وان نعبر عنها بما نراه مناسب لآلامنا فالاعتراف بالمشاعر السلبية أول الخطوات للعلاج ..وان نعى إننا قد نحتاج مساعدة من حولنا فتقبلها يعنى ثقتنا بحسن تقديرهم .. فمن وقف الى جوارنا في محنتنا هم من يكنون لنا مشاعر صادقة ..وان تكون ثقتنا ان الله يختار لنا الأفضل دائماً هى محور تفكيرنا. |